مع ذلك، يشير الباحثون من جامعة برشلونة الإسبانية إلى عدد من العيوب الصارخة عندما يتعلق الأمر باللامركزية والمرونة. وبشكل أكثر تحديدا، يقول مؤلفو دراسة أجراها هؤلاء الباحثون إن هناك فجوة بين الجنسين على ويكيبيديا عندما يتعلق الأمر بالإدماج والتنوع.
ويشرح الباحثون أن هذه التحيزات الجنسانية تصبح على نحو لا يمكن إنكارها عندما يدرسون محتوى ويكيبيديا، ومعدلات المشاركة التحريرية.
تتميز الموسوعة عبر الإنترنت بنسبة مئوية أقل بكثير من السير الذاتية للإناث، وتمثيل غير متكافئ في التحرير. علاوة على ذلك، هناك فجوات واضحة في تمثيل الجنسين فيما يتعلق بالمحتوى، والتحيزات في التحرير والمشاركة، والاختلالات في القراءة.
تحليل الفجوة
تأتي هذه الاستنتاجات من التحليل الببليوجرافي لويكيبيديا، الذي يمتد من 2007 إلى 2022.
وقد تم إعداد الدراسة من قِبل نوريا فيران وخوان خوسيه بوتي، المحاضرين في كلية المعلومات والإعلام السمعي البصري في جامعة برشلونة، بالتعاون مع خوليا مينجيلون، محاضر علوم الكمبيوتر والوسائط المتعددة والاتصالات السلكية واللاسلكية في جامعة أوبيرتا دي كاتالونيا (UOC) الإسبانية.
الأهم من ذلك، كانت هذه المبادرة أيضا جزءا من «المرأة وويكيبيديا: تحليل الفجوة بين الجنسين في الإنتاج المشترك للمعرفة في مشروع ويكيبيديا الإسبانية (W&W)»، وحصلت على تمويل من الخطة الوطنية التابعة لوزارة العلوم والابتكار والجامعات الإسبانية ووكالة البحوث الحكومية الإسبانية (AEI).
التحيزات الجنسانية
تلاحظ نوريا فيران، الباحثة الرئيسة في الدراسة، أن هناك ثلاثة خطوط عمل حددها الباحثون قد تفسر الفجوة الملحوظة بين الجنسين في ويكيبيديا.
وتقول فيران: «لقد أطلقنا على أحد الخطوط «مشكلة المرأة»، حيث يتم إلقاء اللوم على الخصائص النمطية للمرأة عندما يتعلق الأمر بالمشاركة في المجال العام،
والخط الآخر هو «تأثير المرآة»، حيث يتم إلقاء اللوم على ويكيبيديا في تلك الفجوة، لأنها تعكس ببساطة التحيز الحالي في المجتمع بسبب مبدأها المتمثل في تشجيع جميع المحتويات في صناديق المعلومات الخارجية».
وتضيف: «وأخيرا، هناك خط المشاكل المنهجي، الذي حددته هيذر فورد وجوديث واكمان، حيث يلومون المجتمع الأصلي، المتجذر في الثقافة الموسوعية والمفتوحة، التي قد تخفي ممارسة إقصائية».
تحليل وصفي
فحص التحليل الوصفي الذي استخدمته الدراسة تأليف المقالات، والتخصصات الأكاديمية المعنية، وأي انتماءات مؤسسية، بالإضافة إلى موقع موظفي البحث المشاركين في الدراسات. وحلل الباحثون أيضا نهج كل مقالة في ويكيبيديا، وحللوا إنتاج الوثائق زمنيا. وقد كشفت هذه العملية الدقيقة لتحليل المحتوى عن النتائج الأكاديمية عبر ثلاثة مجالات رئيسية: التحيز الجنساني في المحتوى، وفي الإسهام، وفي عدد القراء.
رؤية مفصلة
بشكل عام، يقول مؤلفو الدراسة إن عملهم يوفر رؤية مفصلة للفجوة بين الجنسين على ويكيبيديا، ويسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة هذه المشكلة من أجل تعزيز منصة أكثر مساواة وتنوعا، وهم يقدمون عددا من الإستراتيجيات التي تهدف إلى معالجة المشكلة، مع التركيز بشكل خاص على تحسين رؤية المحررات، وتعزيز التعليقات البناءة، وإنشاء مجتمع أكثر شمولا بشكل عام.
«يتم العثور على الحل من خلال التعامل مع الظاهرة كمشكلة نظامية. لذلك، نحن بحاجة إلى إيجاد حلول إستراتيجية طويلة الأجل».. تخلص فيران إلى «أننا بحاجة إلى تنويع الإسهامات، والاعتراف بأن النموذج التعاوني الهرمي على ويكيبيديا يعزز الأصوات المهيمنة، مهملا الأصوات غير المهيمنة».
على الهامش
تواصل فيران نقدها لويكيبيديا، إذ تقول: «إذا لم تغير ويكيبيديا ثقافتها في المعرفة بالإنتاج المشترك، فستظل النساء ومجموعات الأقليات الأخرى على الهامش. لذلك، فإن الهدف ليس فقط الحد من التحيز من خلال زيادة المحتوى عن النساء، ولكن أيضا جعل ويكيبيديا منصة أكثر قوة وموثوقية وشفافية لإنتاج المعرفة المشتركة. هذا النهج الشامل ضروري لإجراء تغيير دائم».
يذكر أن الدراسة نُشرت في مجلة El Profesional de la información.
دراسة تحليلية
تتهم ويكيبيديا بالتحيز وعدم المساواة بين الجنسين التحيز يتجلى في المحتوى الذي يصب في مصلحة الرجل على حساب المرأة التحيز يبدو كذلك في إقصاء المرأة عن مواقع الهيمنة على ويكيبيديا يتجلى التحيز أيضا في نسب المشاركة التحريرية بين الجنسين على ويكيبيديا.
كيف تُحل المشكلة؟
وضع إستراتيجيات لتحقيق المساواة بين الجنسين على الموسوعة التركيز بشكل خاص على تحسين رؤية المحررات تعزيز التعليقات البناءة إنشاء مجتمع أكثر شمولا «يتم العثور على الحل من خلال التعامل مع الظاهرة كمشكلة نظامية. لذلك، نحن بحاجة إلى إيجاد حلول إستراتيجية طويلة الأجل».. تخلص فيران إلى «أننا بحاجة إلى تنويع الإسهامات، والاعتراف بأن النموذج التعاوني الهرمي على ويكيبيديا يعزز الأصوات المهيمنة، مهملا الأصوات غير المهيمنة».