وهن البطولة العربية الحالية لم يتوقف عند محطة المنتخبات الهزيلة التي تشارك فيها، ولا اللاعبين غير المعروفين الذين يمثلون منتخباتها، ولا المدرجات التي تشكو قلة الجالسين عليها..

ولم يتوقف ضعفها عند سوء اختيار توقيتها، ولا عند إقامة مباريات في الطائف المعتدلة الأجواء، وأخرى في جدة الساخنة العالية الرطوبة، بل امتد إلى إخفاقات لا تحدث في بطولات صغرى.

فاللجنة المنظمة لم تعمل على تجاوز المشهد المخجل الذي حدث في مباراة ليبيا واليمن عندما ردد لاعبو اليمن نشيدهم الوطني دون موسيقى في مشهد يكاد يحدث للمرة الأولى في البطولات الكبرى وبروتوكولاتها المعروفة، فتكرر المشهد في مباراة مصر والسودان.

هذان المشهدان الفاضحان، كشفا أن اللجنة لم تعمل في الأساس على إحضار فرقة موسيقية لعزف السلام الخاص بالمنتخبات المشاركة في البطولة وربما لذلك أسبابه، لكن كيف لهذه اللجنة الموقرة أن تعتمد على تسجيل خاص بالنشيد الوطني للمنتخبات دون أن تراجع جودته تفادياً للحرج وقت الحاجة إليه.

لاعبو المنتخب اليمني انتظروا أكثر من المقرر حتى ينطق (السي دي) بموسيقى نشيدهم الوطني، لكنهم اضطروا في الآخر إلى تجاهله وترديد النشيد دون موسيقى.

لاعبو السودان أيضا عاكسهم جهاز التسجيل أو السي دي ودخلوا المباراة بلا (سلام وطني) وهو ما من شأنه أن يقلل من درجات الحماس لديهم وكذلك لدى الجماهير الحاضرة في الملعب أو تلك التي تتابع المباريات من التلفاز. قد تقلل اللجنة المنظمة من أهمية ما حدث وربما تسمح بتكرار المشهد في مباريات قادمة، لكن حينها لن تستطيع إجبار المشاركين على منحها كامل الدرجات في التنظيم.