رقصت مصر على أنغام الإسلامي "محمد مرسي" الإخواني سابقا ورئيس الدولة حاليا.
رقصت مصر بعد فوز "الإسلاميين" بشق الأنفس في منافسة مع "الفلول" كما يسمون في ميدان التحرير.. ورقص الإخوان مع الشعب في ميدان التحرير واحتفلوا بدخول "مرسي" القصر الرئاسي في ديموقراطية جاء بها الشعب بعدما أذل الدكتاتورية وشرد النظام السابق بين عنابر السجون، بثورة سلمية أبهرت العالم.
وقبل الرقص.. حبس العالم العربي أنفاسه 51 دقيقة ليعرف الرئيس الديموقراطي لمصر، أثناء خطاب المستشار فاروق سلطان الذي جاء على كل شيء في الانتخابات بالتفصيل، حتى وصل إلى المفارقة - التي اقتنصها الصحفي "تركي الصهيل" ونشرتها "الوطن" أمس- لتكون دقائق الخطاب التي اقتربت من نسبة فوز "مرسي"، تحمل بالتحديد في الدقيقة 48 والتي تشبه النسبة التي حصل عليها "شفيق" خبر تسمية "مرسي" رئيسا للجمهورية.
فاز "مرسي" بـ13 مليونا و230 ألفا و131 صوتا بنسبة 51.7%، على "شفيق" الحاصل على 12 مليونا و347 ألفا و380 صوتا بنسبة 48.3%، ويظهر مجموع المصوتين 25 مليونا و500 ألف ناخب من أصل 50 مليون ناخب مسجلين، وهذه الأرقام تطرح العديد من التساؤلات:
- أين ذهب 25 مليون ناخب؟ ولماذا لم يصوتوا؟ هل هو زهد بالديموقراطية أم أنهم لا يرون أحقية المرشحين مرسي وشفيق في حكم مصر؟
- كيف كاد "شفيق" أن يفوز وهو آخر رئيس وزراء في عهد "مبارك" وخرجت المظاهرات تطالب بإسقاطه؟
- وإذا كانت الثورة قامت لطرد النظام السابق لماذا لم يحتشد المصوتون ليس حبا في "الإخوان" ولكن كرها في "النظام السابق"؟
كانت الانتخابات جميلة وردود الفعل على نتائجها أجمل، فكل المنافسين من جميع الأطراف قدموا التهنئة للفائز "مرسي"، وتمنوا له التوفيق بمن فيهم "شفيق"، على الرغم من أنه كانت بينهما حرب كلامية طويلة، وعلى الرغم من تشويه الانتخابات بالتهديدات بالمظاهرات قبل إعلان النتائج!
ليست الانتخابات صوتا للشعب بل هي صوت للفاعلين في المجتمع الذين يدلون بأصواتهم حبا للوطن.