وأشار متخصصون إلى أن جملة من الأسباب تقف وراء ذلك، من بينها عدد المتخلفين من العمرة والحج ممن يحملون هذا الفيروس، إضافة إلى الأسباب العامة الأخرى للإصابة، ومنها استخدام الأدوات الحادة من شخص إلى آخر دون مراعاة تامة للتعقيم مثل أدوات الأسنان في عيادات الأسنان، وأدوات المنكير والبدكير في صالونات التجميل.
وبعيدًا قليلا عن عدد الإصابات في جدة ومكة المكرمة، حلت جازان في المركز الثالث من حيث عدد الحالات بواقع 453 حالة، تلتها المنطقة الشرقية 257 حالة، فمنطقة الرياض 236 حالة، ثم الطائف 209، فالأحساء 151، وعسير 147 حالة، ثم القصيم 103، والباحة 102، والمدينة المنورة 59، ونجران 47، والحدود الشمالية 45، وحائل 43، والقنفذة 16، وبيشة 15، وتبوك 14، ثم الجوف 6، وحفر الباطن 2، وذلك حسب تقرير وزارة الصحة لحالات الأمراض المعدية المبلغة خلال 2022 حسب المناطق.
وبلغ عدد الذكور السعوديين المصابين بالتهاب الكبد (B) 1616 شخصًا، فيما بلغ عدد الإناث السعوديات المصابات 1179، بينما سجل الذكور المقيمون المصابون 540 حالة، مقابل 256 حالة للإناث المقيمات.
وعلى مستوى الأعمار، بلغ المصابون بعمر سنة واحدة حالتين فقط، ومن سنة إلى 5 سنوات حالة واحدة فقط، ومن عمر 5 حتى 15 سنة 13 حالة، ومن عمر 15 حتى 45 سنة 1810 حالات، ومن فوق 45 سنة 1751 حالة، إلى جانب 14 حالة سجلت دون ذكر الفئة العمرية لها.
نسب انتقال
أوضح استشاري الأمراض الباطنية والأمراض المعدية، الدكتور نزار باهبري، أن من أسباب انتقال فيروس الكبد الوبائي (B) استخدام الأدوات الحادة دون تعقيم، ما يعني أن الفيروس ينتقل عبر استخدامها من شخص إلى آخر، ومنها أدوات الأسنان، وأدوات المنكير والبدكير المستخدمة في الصالونات دون تعقيم، وقال «لو كان هناك شخص مصاب واستخدمنا في علاجه أو حتى في المنكير والبدكير الخاص به أداة حادة اختلط بها دم ملوث، وتم استخدامها لشخص آخر، فإن نسبة انتقال فيروس الكبد الوبائي (B) للشخص الآخر 30%، ونسبة انتقال فيروس الكبد الوبائي (G) %3، ونسبة انتقال فيروس الإيدز 0.3%، لذلك نجد فيروس الكبد الوبائي (B) هو الأسرع انتقالا.
ارتفاع العدد
أشار باهبري إلى أن سبب ارتفاع الإصابات في جدة ومكة المكرمة قد يعود إلى أن عددًا من المتخلفين من العمرة والحج يبقون في المدينتين لفترة قد تطول، وقد يكون منهم من يحمل فيروس الكبد الوبائي (B)، وهؤلاء يشكلون أحد أسباب ارتفاع نسبة الإصابات.
وبين أنه يمكن للإبر الملوثة بدم مصاب أن تكون من الأسباب الرئيسة لنقل الفيروس، حيث تسهم في التحام دم بدم، وكذلك إبر المخدرات، إضافة إلى عامل كان مؤثرًا سابقا وهو الانتقال من الأم إلى مولودها، وهو عامل تم القضاء عليه بالتطعيمات، وأوضح «اعتمدت المملكة التلقيحات ضد هذا الفيروس منذ سنوات طويلة، ربما أكثر من ربع قرن، وبالتالي حالت دون انتقال فيروس الكبد الوبائي (B) عن طريق الأم المصابة إلى المولود».
وعلل باهبري سبب ارتفاع نسبة الإصابة لدى الفئة العمرية من 15 حتى 45 عامًا حسب إحصائيات وزارة الصحة، وقال «قد يعود ذلك إلى عدم حصول أمهاتهم على تطعيمات في تلك الحقبة فنقلن لهم الفيروس».
كما علل كثرة إصابات الإناث بهذا الفيروس بأنه قد يعود إلى أنهن أكثر اهتمامًا مقارنة بالرجال بالعناية بالأسنان، وزيارة عيادات الأسنان والعناية بجمال الأظافر بعمل البدكير والمنكير في الصالونات.
الصدفة المنجية
كشف عبدالله حامد سلطان عن أن الصدفة وحدها ربما هي التي أنقذته من احتمال التعرض لإصابة التهاب الكبد الوبائي (B)، وقال «كنت أنوي تنظيف أسناني لدى إحدى عيادات الأسنان، وقد بحثت عن عروض مناسبة، ووجدت من يقول إنني يمكنني أن أنظف أسناني لدى أحد المستوصفات بنحو 75 ريالا فقط، لكني قبل التوجه إلى المستوصف التقيت صدفة بأحد الأصدقاء، فأخبرني أن تعقيم وتطهير أدوات التنظيف يكلف أكثر من 75 ريالا، فكيف يجري التنظيف بهذا المبلغ، خصوصًا وأن التنظيف يحتاج تغطية كلفة العيادة والطبيب وغيرها، وأبلغني أن ربما لا يولي هذا المستوصف العناية اللازمة لتعقيم الأدوات، وهذا يرجح احتمال التقاط أي مريض لأي فيروس إذا ما استخدمت معه أداة غير معقمة جيدًا».
ضمان السلامة
يشدد استشاري زراعة الأسنان، الدكتور ماجد فهد، على أن تعقيم أدوات الأسنان مهم لضمان سلامة المريض وعدم انتقال الفيروسات له من المصابين، وقال «نعمل في عيادات الأسنان على تنظيف جميع الأدوات من بقايا المواد والأنسجة المختلفة باستخدام جهاز التنظيف بالأشعة فوق الصوتية، ولا نعتمد على التنظيف اليدوي لأنه لا يضمن التنظيف التام للأدوات، خاصة أدوات الحفر ومبارد القنوات العصبية، وفي كل عيادة تكون هناك ممرضة مسؤولة عن تعقيم الأدوات
وخلوها من أي رواسب، حيث تعمد إلى تنظيف تلك الرواسب بالطريقة العادية وإعادة وضعها في جهاز التنظيف بالأشعة فوق الصوتية، أما في حالة عدم القدرة على تنظيف الرواسب فيتم التخلص من الأداة وعدم استخدامها مرة أخرى».
أعراض الإصابة
من جهته، أوضح استشاري الأمراض المعدية، الدكتور سمير عبدالغفور، أن لالتهاب الكبد الوبائي (B) أعراضًا تظهر لدى المصاب خلال شهر إلى 4 أشهر من الإصابة، وفي الغالب يشعر المريض بالأعراض المبكرة منذ بداية الأسبوع الثاني للإصابة بالفيروس.
وعن علامات الإصابة بالفيروس قال: ألم في البطن، بول داكن، حُمَّى، ألم مفاصل، فقدان شهية، غثيان وقيء، ضعف وإرهاق، اصفرار البشرة وبياض العينين، وتسمى هذه الحالة أيضًا اليرقان.
وأشار إلى أن انتقال الفيروس يعود إلى عدد من الأسباب، وأهمها استخدام أدوات حادة ملوثة بالفيروس، وتبادل الإبر أثناء تعاطي المخدرات بالحقن عبر الوريد، وكذلك العيش مع شخص مصاب بعدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي (B) المزمن، كما كان ينتقل من الأم المصابة للمولود نتيجة التطعيمات التي حصلت عليها الأم، وبات هذا العامل ضعيفًا جدًا ومعدومًا لدينا.
وأكمل: ومن أسباب انتقال العدوى السفر إلى مناطق تشهد ارتفاعًا في معدلات الإصابة بالفيروس، وكذلك مرضى غسيل الكلى، ومن يتشاركون الأدوات الشخصية مع شخص مصاب، ومنها الإبر وأمواس الحلاقة وفرشاة الأسنان وأجهزة قياس السكر وغيرها.
وشدد على أهمية أخذ التطعيمات كواحد من أهم أسباب الوقاية من الإصابة بالفيروس، على الأخص للعاملين الصحيين في المستشفيات والمراكز الصحية، مشيرًا إلى أن لهؤلاء أولوية هامة في فحوصات الكشف عن فيروس الكبد الوبائي (B)، وكذلك عمال المطاعم والعاملون في صوالين الحلاقة، ونزلاء السجون ومرافق التأديب، والمرضى الذين يتلقون منتجات دم، ومدمنو المخدرات، والمخالطون لمريض التهاب كبد (B)، ومن يخوضون علاقات جنسية متعددة خارج إطار الزواج.
تحذيرات صحية
دأبت وزارة الصحة على التحذير من عوامل الإصابة بفيروس الكبد الوبائي (B)، موضحة أن التهاب الكبد الوبائي (B) مرض فيروسي يصيب الكبد، وتعتمد الصورة الإكلينيكية له على عمر المصاب، حيث لا تظهر أي أعراض على الرضع حديثي الولادة، بينما تزداد نسبة المصابين الذين تظهر عليهم الأعراض والعلامات بتقدم العمر لتصل إلى 3% وحتى 5% من الإصابات في الأطفال الأكبر سنًا.
ويعد فيروس التهاب الكبد الوبائي سببًا ما يصل إلى 8% من جميع حالات سرطان الكبد، كما يقدر أن 15 - 25% من المصابين بعدوى فيروس الكبد سوف يموتون موتًا مبكرًا إما بسبب التشمع أو بسبب سرطان الكبد.
إجراءات وقائية
أوضحت وزارة الصحة الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها للتعرف على مصادر انتقال العدوى عند الإبلاغ عن إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، مثل أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية المصابين بالعدوى، أو منتج طبي ملوث، كما بينت الإجراءات عند التعرف على الحالات التي قد تمثل مصدر خطورة لأشخاص آخرين مثل الأزواج والزوجات، مدمني المخدرات التي يتم تعاطيها بالحقن، والتعرف على المخالطين وتقييمهم واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار العدوى، والتي تشمل الوقاية بالأجسام المضادة المناعية النوعية والتمنيع.
وتتضمن إجراءات الوزارة أنه في المراكز الصحية الحكومية وغير الحكومية والمستوصفات والعيادات الخاصة والمختبرات يتم استيفاء نموذج إبلاغ عن مرض معدٍ لأي حالة مشتبهة، مؤكدة تم التعرف عليها وإبلاغها خلال 48 ساعة إلى المعنيين لتطويق الحالة ومنع انتشار المرض المعدي حماية لغير المصابين.
حالات الإصابة بفيروس الكبد الوبائي (B)
(حسب إحصائية العام 2022)
جدة
938 حالة
مكة المكرمة
648
جازان
453
المنطقة الشرقية
257
الرياض
236
الطائف
209
الأحساء
151
عسير
147
القصيم
103
الباحة
102
المدينة المنورة
59
نجران
47
الحدود الشمالية
45
حائل
43
القنفذة
16
بيشة
15
تبوك
14
الجوف
6
حفر الباطن
2
الذكور السعوديون المصابون بالتهاب الكبد (B)
1616 شخصًا
الإناث السعوديات المصابات
1179
الذكور المقيمون المصابون
540
الإناث المقيمات المصابات
256
المصابون بعمر سنة واحدة
2
المصابون من عمر سنة إلى 5 سنوات
1
المصابون من عمر 5 حتى 15 سنة
13
المصابون من عمر 15 حتى 45 سنة
1810
المصابون فوق 45 سنة
1751
مصابون دون ذكر فئة عمرية
14