أيضًا تستضيف المملكة ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم كل عام لأداء فريضة الحج والعمرة. لا تحمل رحلات الحج الدينية هذه أهمية روحية هائلة فحسب، بل تعمل أيضًا كمنصة للتبادل الثقافي والحوار بين المسلمين في جميع أنحاء العالم. ومن خلال استضافة هذه الأحداث، تعمل المملكة على تعزيز قيم الضيافة والوحدة والتسامح تجاه الحجاج من خلفيات متنوعة، مما يسهم في السلام والتفاهم العالميين.
كذلك تستثمر المملكة في المبادرات التعليمية والأكاديمية لتعزيز قيمها وثقافتها على المستوى الدولي. من خلال مبادرات وزارة التعليم أنشأت الحكومة برامج منح دراسية للطلاب من مختلف البلدان للدراسة في الجامعات السعودية، مما يعزز التبادل والتفاهم بين الثقافات. وتتعاون المؤسسات الأكاديمية مع شركاء دوليين لإجراء البحوث وتنظيم المؤتمرات وتعزيز الخطاب الأكاديمي حول الدراسات الإسلامية واللغة العربية وثقافة الشرق الأوسط.
وعلى صعيد متصل شهدت صناعة الإعلام والترفيه نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث استثمرت الحكومة في مبادرات لتعزيز القيم والثقافة السعودية على مستوى العالم. من خلال منصات مثل التليفزيون -كالقناة الثقافية- والأفلام والوسائط الرقمية، تعرض المملكة تراثها الثقافي وتقاليدها وتطوراتها الحديثة للجمهور الدولي. تعمل إنتاجات مثل الأعمال الدرامية التاريخية والوثائق والمهرجانات الثقافية كأدوات للقوة الناعمة، حيث تقدم فهمًا دقيقًا للمجتمع السعودي وقيمه للعالم.
ومن المبادرات المؤثرة التي تجسد جهود المملكة لتصدير قيمها إلى العالم برنامج رؤية المملكة 2030. وتهدف الرؤية التي تم إطلاقها عام 2016، إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتعزيز التنمية الثقافية وتعزيز التقدم المجتمعي. ومن خلال مبادرات مثل برنامج جودة الحياة وبرنامج التحول الوطني، تسعى المملكة إلى إظهار التزامها بالانفتاح الثقافي والابتكار والتنمية المستدامة، ووضع نفسها كدولة رائدة عالميًا في القوة الناعمة والتحديث على جميع الأصعدة.
هناك العديد من المبادرات المؤثرة التي لم يسعنا المجال لذكرها وعلينا جميعًا كسعوديين اليوم أن نشارك في هذه القوة الناعمة السعودية بأخلاقنا الأصيلة ومكارمنا المحمودة ليس ذلك بسبب غنى ثقافتنا وتنوعها بل لأن دولتنا اليوم هي محط الأنظار ووجهة سياحية ولاعب دولي مؤثر يصنع السلام لا من أجل السلام فقط بل لأجل الإنسانية جمعاء.