حدثان مباركان سنعيشهما في يوم واحد، ولله الحمد والمنة؛ استقبالنا لشهر البركات، شهر رمضان الأغر، والاحتفاء بيوم العلم، يوم الاعتزاز بالوطن.

مساء هذا اليوم سيلبي عموم المسلمين في جميع أنحاء البلاد، وبالأخص من لديهم القدرة على الترائي دعوة المحكمة العليا لتحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك، بالعين المجردة، أو بواسطة المناظير، وكانت دائرة الأهلة بالمحكمة العليا قد أصدرت قرارها رقم 179/هـ، وتاريخ 1/8/1445 المتضمن ثبوت رؤية هلال شهر شعبان مساء اليوم المذكور، وأن يوم الأحد 1/8/1445 الموافق 11/2/2024 هو غرة شعبان، وذلك بعد أن اطلعت الدائرة على ما وردها من المحاكم عن ترائي هلال شهر شعبان، ووفق توقعات التقويم الهجري العالمي، الذي أعدته لجنة الأهلة والتقاويم والمواقيت، التابعة للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الذي تم اعتماده خلال المؤتمر الفلكي الإسلامي الثاني عام 2001، ستكون بداية شهر رمضان لهذا العام يوم غد الإثنين، في المنطقة الغربية من العالم، التي تمتد من خط طول 20 درجة غربا إلى الأجزاء الغربية من الأمريكيتين، وفي كل الأحوال، المعول في إعلان الشهر على ما يصدر عن الديوان الملكي الموقر، وما يجيئ من المحكمة العليا لا غير، وفور ذلك سيبدأ الناس ومن ليلة الإعلان، بما لا يمكن فعله إلا في رمضان، وأقصد هنا تحديدا القيام بأداء سنة صلاة التراويح، اعتمادا منهم على أن الليلة شرعا وعرفا تتبع اليوم ـ إلا في ليلة النحرـ فإذا رؤي الهلال بعد غروب آخر شعبان، فإن الليلة تكون أول ليلة من رمضان وتصلى التراويح، ولو رئي الهلال بعد الغروب في آخر رمضان فإن تلك الليلة تكون ليلة العيد، ولا تصلى فيها التراويح، ويقينا منهم بعدم صحة نسبة تأجيل التراويح إلى ما بعد صلاة عشاء أول يوم من شهر رمضان.

غدا الإثنين، وهو متوقع الصيام، سيكون هو متأكد يوم العلم، الذي نحتفي به للمرة الثانية هذا العام، بعد أن أمرنا ولي أمرنا المفدى، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، في التاسع من شهر شعبان، العام الماضي، بتخليد تاريخ اليوم الذي أقر فيه والدنا جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، قبل 87 سنة، العلم بشكله الذي نراه اليوم؛ يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء، والدعوة مطلوبة ومفتوحة للتعبير بالقول والفعل على التلاحم والائتلاف والوحدة، والاعتزاز بقيمة علمنا الوطني، وما يرمز إليه من سلام وإسلام، وقوة وأنفة، وعلو حكمة ومكانة، وشموخ وعدل، وعطاء ورخاء، ولا أقل من التأكيد على رفع علمنا السعودي فوق كل بيت، وحسنا فعلت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، العام الماضي، عندما دعت -مشكورة- الجميع للمشاركة برفع الخفاق الأخضر، فوق البيوت، الساعة 6م.


اللهم أهل علينا شهر رمضان بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والعافية المجللة ورفع الأسقام، والعون على الصيام والصلاة وتلاوة القرآن.. اللهم سلمنا لرمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلا.. اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واجعل وطننا آمنا مطمئنا رخيا، وآمنا فيه، واخذل من يريد بقيادته وأهله وسكانه سوءاً.