عندما كنت صغيرا كان هناك أبيات جميلة عن المقناص، وكان يغنيها بلحن جميل الفنان المشهور مطلق الذيابي المعروف "بسمير الوادي"، وكان كبار السن يتحدثون عن قصتها:

وهي أن هناك رجل قحطاني لديه ابنة جميلة تسمى"ابها" بكسر ألف البداية، فكان جميع أبناء عمومتها يريدونها فأصيب والدها بحيرة، فلا يستطيع أن يفضل أحدهم على الآخر، ولكي يسلم من هذا الحرج وضع شرطا لمن يريد الحصول عليها، فعلى من يريدها أن يأتي ب 80 بيتا من الشعر، تنتهي قافيتها الأخيرة باسمها، فعجزوا عن ذلك.

وكان لدى أبيها مولى فقال المولى: أنا يا عمي استطيع أن آتي بشرطك ولكن بشرط أن تعطيني ما أريد، فقال له والدها ولك ذلك، فنظم القصيدة وأسمعها عمه ومطلعها:


ولد العطيفي عدا بالمرقب العالي

في رأس عيطا تصافقني هبايبها

فلما أتمها، قال له عمه وماذا تريد، قال: أريد أن تعتقني فأعتقه.

وبغض النظر عن صحة هذه القصة من عدمه، فمن الأمانة العلمية أن ننسبها لصاحبها حسب معرفتنا بشاعرها منذ 60 سنة، لأنني قد رأيت في الأونة الأخيرة في مواقع التواصل من ينسبها لغيره، وخاصة للفارس فراج بن ريفه القرقاح، لأنها تتوافق مع قصيدته التي أرسلها للشيخ ابن شفلوت في الوزن والقافية ومطلعها:

قـال ابن ريفـه بـدا بالمرقب العالي

وأخيـل مزن من المنشأ يهـل ابهـا

فظن الكثيرون أنها له.

فقصيدة ابن ريفة كانت موجهة للشيخ ابن شفلوت يطلب منه التوسط لحل مشكلة له مع جماعته كان جاليا بسببها.

وبعد التدقيق في القصيدتين من حيث الهدف والأماكن التي ذكرت، لا يمكن أن تكون أبيات المقناص من ضمن قصيدة ابن ريفه، فكل ما يتمناه ابن ريفه هو أن تحل مشكلته مع جماعته.

هذا رأيي في ما يخص نسبة هذه الأبيات، مع كامل احترامي وتقديري لكل من سبق أن نسبها لابن ريفة أو غيره، سواء كتابيا أو صوتيا، مالم يكن هناك مصادر مكتوبة قبل اشتهارها بعد غناء سمير الوادي رحمه الله لها، فأغلب هؤلاء معتمدون على توافقها مع قصيدة بن ريفة في الوزن والقافية، ولا اعتقد أن كبار السن من أحفاد ابن ريفة يؤيدون هذه النسبة لعلمهم بعدم صحتها. هذا والله أعلى وأعلم.

وأخيرا: وجدت ذكرا لقصيدة العطيفي في مواقع التواصل، ولكن لم آخذ منها شيئا، بل اعتمدت على ماكنت احفظه منها، وبمساعدة من بقي من بعض كبار السن الذين كنت أجالسهم، وحاولت الاختصار قدر الإمكان لظروف النشر.

قال العطيفي عدا في المرقب العالي

في رأس عيطا تصافقني هبايبها

عسى يعـله حقـوق الديـم هــطـالي

هاشل من المزن لا هـلـت سكايبها

جلست في مرقبي ما حولي الوالي

أحاسب النفس بالـزلـة وأعـاتـبهـا

ويا الـلـه أنـا طالبك حمراء هوا بالي

لا روّح الجـيـش طـفـاح جنـايـبهـا

لاروّح الجيش حاديه أشهب اللالي

لا هي تـورد وسيـع صـدر راكبهـا

لا روحت مع سباريت الخلا الخالي

كـن الذيـابـه تـنهش من جـوانبهـا

الـلي على كورها واللي بالأحبـالي

واللي على عيزها واللي بغاربها

مع بندق ما صنعها الصانع التالي

من صنعة البيض ما تذكر معايبها

ريحة جفدها مثل وادي سالي

ولا هنوف تدور من يلاعبها

يازين طرد بها غزلان الأسهالي

يم الفريدة واعدي في زرايبها

ذبحت بها عشرة والفي ما مالي

والحادية روحت تثلغ مضاربها

حييت ورحمت يا عود شراها لي

من واحد جابها للسوق جالبها

حديدها واذكر الله كنه ريـالي

كـن الحيـايـا تـلـوى مـع مقاضبهـا

والـيا لفونـا من المقـناص زعـالي

أحـدٍ مـدح بـنـدقـه وأحـدٍ يعـذربهـا

بشرتهـم بالعشا مـن عقـب مقيالي

والقايـده مع مـرد الكـوع ضاربهـا