سجلت المملكة (1941) حالة ملاريا إيجابية خلال العام الماضي، وانحصرت الإصابات في منطقتي جازان وعسير، ولم تسجل بقية مناطق المملكة أية حالات، فيما بلغ عدد الحالات المحلية الإيجابية (29) حالة منها (18) إصابة في منطقة جازان بنسبة 62.1% تليها منطقة عسير بنسبة 37.9%، وفق ما كشفه تقرير صدرعن الإدارة العامة للإحصاء بوزارة الصحة وحصلت "الوطن" على نسخة منه.

وأشار التقرير إلى أن نسبة الحالات الإيجابية الوافدة من خارج المملكة بلغت 98.5%، وسجلت منطقة جازان أكبر نسبة من الحالات الإيجابية الوافدة من الخارج حيث بلغت 28.4% من مجمل الحالات الوافدة من الخارج تليها الشرقية بنسبة 20.8% ثم الرياض بنسبة 13.02%.

وأضاف التقريرأن هناك ارتفاعا حادا في عدد حالات الملاريا في أشهر يناير وفبراير عام 2010 في معظم المناطق الجنوبية وهذه المناطق إضافة إلى المناطق الجنوبية الغربية من المملكة تعد مناطق عالية التوطن، في حين لوحظ انخفاض في عدد حالات الملاريا خلال مارس من العام الماضي، حيث وصل عدد الإصابات إلى المعدلات الطبيعية للمرض خلال إبريل وحتى سبتمبر، وبدأ في الارتفاع مرة أخرى في شهرأكتوبر وبشكل طبيعي في منطقة جازان وهذا يتمشى مع موسم انتقال عدوى الملاريا بالمملكة الذي يتزامن مع موسم هطول الأمطار حيث بلغت نسبة الإصابة بطفيل "البلازموديوم فالسيبرم" الملاريا الخبيثة 45.5%، "الفايفاكس" الحميدة 52.7% بينما بلغت نسبة الإصابة بطفيل الملاريا المزدوجة 1.2%، والملاريا الرباعية 0.6%.

واستطرد التقرير أن توزيع حالات الملاريا حسب فئات العمر بأماكن التوطن بلغ عدد حالاتها الإيجابية في الفئة العمرية من 10 سنوات فأكثر 94.20%، بينما مثلت الإصابة في الفئة العمرية أقل من 10 سنوات 5.98% من مجمل حالات الملاريا الإيجابية بأماكن التوطن، في حين بلغ معدل الإصابة 0.2 لكل 100.000 من السكان خلال عام 2010.

وأوضح التقرير أن الوزارة طبقت استراتيجية للمكافحة ارتكزت على عدة محاور منها عمليات الرش البؤري لمكافحة اليرقات في أماكن التوالد، خاصة في مواقع نقل العدوى والمناطق عالية الوبائية، بالإضافة إلى رش المنازل بالمبيد ذي الأثر الباقي في مناطق الملاريا ذات الوبائية العالية، وكذلك الرش الفراغي ويستخدم الرش بالرذاذ المتناهي الصغر والرش الضبابي داخل الغرف وخارجها كوسيلةً سريعةً لتقليل كثافة البعوض في المناطق التي تزداد فيها حالات الملاريا، إلى جانب استخدام وسائل المكافحة الميكانيكية للحد من أماكن توالد البعوض، وتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيد للمجموعات الأكثر تعرضاً وتكثيف برامج التوعية الصحية.

وبيّن التقرير أن الظروف البيئية والمناخية تلعب دورا هاما في انتشار مرض الملاريا، وتؤثر تأثيراً مباشراً في تحديد نوع البعوض الناقل ومدة حياته وكثافته وإكمال دورة حياة طفيل الملاريا داخل جسم البعوض، مشيراً إلى أن الوضع الوبائي يختلف من منطقة إلى أخرى، بل وفي المنطقة نفسها، ومن عام لآخر وفقا لتغير الظروف البيئية والمناخية ومدى فاعلية عمليات المكافحة في مواجهة هذه المتغيرات، وذلك نظراً إلى اتساع رقعة المملكة وما يتبع ذلك من اختلاف الموقع الجغرافي والأحوال المناخية للمناطق المختلفة.