ومعروف للجميع ان مهنة التعليم انبل مهنة.. وخاصة في ثقافتنا العربية الإسلامية.. فقد احتل المعلم في تراثنا مكانة مرموقة، سواء في المجتمع، او في أوساط الطلبة، حيث ورد في الأثر (من علمني حرفاً ملكني عبدا)، واستمرت مكانة المعلم برفعتها العلمية، ورمزيتها الإجتماعية، حتى فترة متأخرة من العصر الحديث، حيث قال الشاعر في ذلك :
قـــــم للمعلـــم وفه التبجيـــــلا ... كاد المعلم ان يكون رسولا
اعلمت افضل او اجل من الذي.... يبني وينشئ انفسا وعقولا
ولا غرابة في ذلك، فالمعلم مربي الاجيال الذين سيكونون قادة المستقبل.. من المهندسين، والاطباء،والعلماء، والموظفين.. ومن هنا فلسنا بحاجة للإشارة إلى مكانة المعلم العالية، وحجم الامتيازات الكبيرة التي يحصل عليها في في الدول المتقدمة، وفي بعض نمور دول جنوب شرق آسيا، التي حذت حذوهم. فقد انتبهوا إلى اهمية دور المعلم في العملية التعليمية، وكيف ان الإرتقاء بمكانته، وتعظيم امتيازته، ينعكس إيجابيا على مخرجات العملية التعليمية بشكل مباشر، وذلك من خلال تحفيزه مادياً ومعنوياً للانشداد للعملية التربوية، والتواصل الصميمي الحي مع طلابه، مع توفر المتطلبات الأخرى من المناهج المتطورة، والأسرة الواعية، والمجتمع المتنور ، وهو ما يفسر نجاحه بتخريج دفعات من الطلاب، متمكنة علميا، ومؤهلة تربويا، لتأخذ دورها الفعال في تنمية البلد.
وفي كل الأحوال، يبقى المعلم بشرا، يخطئ مرة ويصيب ،شأنه شأن أي إنسان آخر، ومن ثم فإنه إذا كان هناك قلة مقصرة من المعلمين المتلكئين في أداء واجبهم التعليمي، والتربوي، فإنه لا يصح أبدا تعميم التهكم على كل المعلمين والمعلمات..