هدد الصراع المدمر المستمر منذ حوالي عام بين الجنرالات المتنافسين في السودان بخلق أكبر أزمة جوع في العالم، وفقا لتحذير كبير مسؤولي الأغذية التابعين للأمم المتحدة، وقالت سيندي ماكين، رئيسة برنامج الأغذية العالمي، إن القتال في السودان، الذي يضع جيش البلاد في مواجهة جماعة شبه عسكرية عنيفة، دمر حياة الملايين في جميع أنحاء الدولة الواقعة في شمال شرق إفريقيا.

وأضافت لدى اختتام رحلة إلى دولة جنوب السودان المجاورة، حيث فر مئات الآلاف من السودانيين من القتال الدائر في وطنهم: «إن الحرب في السودان تهدد بإثارة أكبر أزمة جوع في العالم».

جوع حاد


وقالت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة إن نحو 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان يواجهون جوعاً حاداً، مع بقاء الأشخاص الأكثر يأساً محاصرين خلف الخطوط الأمامية. وأضافت أن من بينهم 5 ملايين يواجهون المجاعة.

وانزلق السودان إلى حالة من الفوضى في منتصف أبريل عندما اندلعت اشتباكات في العاصمة الخرطوم بين جيش البلاد بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان والمجموعة شبه العسكرية المعروفة باسم قوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو.

وسرعان ما انتشر القتال في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في المناطق الحضرية وكذلك في منطقة دارفور الغربية المضطربة. وقُتل آلاف الأشخاص، بما في ذلك ما بين 10.000 إلى 15.000 شخص.

الإبادة الجماعية

وقبل عقدين من الزمن، أصبحت دارفور مرادفاً للإبادة الجماعية وجرائم الحرب، ويبدو أن الإرث قد عاد، حيث قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، في أواخر يناير، إن هناك أسباباً للاعتقاد بأن كلا الجانبين يرتكبان جرائم حرب محتملة، أو جرائم ضد الإنسانية، أو إبادة جماعية في دارفور.

«قبل عشرين عاماً، كانت دارفور تشهد أكبر أزمة جوع في العالم، وقد احتشد العالم للاستجابة لها». وقالت ماكين: «لكن اليوم أصبح شعب السودان منسياً».

وقد أدى الصراع إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص إما إلى مناطق أكثر أمنا داخل السودان أو إلى البلدان المجاورة، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.

استقبل جنوب السودان 600 ألف شخص فروا من القتال في السودان.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه بمجرد وصولهم إلى جنوب السودان، «يعاني واحد من كل خمسة أطفال في مراكز العبور الحدودية من سوء التغذية».

ودعت ماكين الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال والسماح للوكالات الإنسانية بتقديم المساعدات المنقذة للحياة. وقال برنامج الأغذية العالمي إن المساعدات تعطلت أكثر بعد أن ألغت السلطات التصاريح لقوافل الشاحنات عبر الحدود. وأدى ذلك إلى تعليق العمليات من تشاد إلى دارفور.

وقالت: «إن عواقب التقاعس عن العمل تتجاوز بكثير عدم قدرة الأم على إطعام طفلها، وستشكل المنطقة لسنوات قادمة».

- نحو 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان يواجهون جوعاً حاداً

- مع بقاء الأشخاص الأكثر يأساً محاصرين خلف الخطوط الأمامية من بينهم 5 ملايين يواجهون المجاعة.

- نزح أكثر من 10 ملايين شخص إما إلى مناطق أكثر أمنا داخل السودان أو إلى البلدان المجاورة

- يعاني واحد من كل خمسة أطفال في مراكز العبور الحدودية من سوء التغذية