يتَّجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدعوة الفصائل كافة بما فيها حركة حماس لتشكيل حكومة جديدة تعد وتشرف على الانتخابات العامة وتقوم بنفيذ اتفاق المصالحة، وسيكون هذا الموضوع هو الأول على طاولة المفاوضات التي ستجمعه أواخر هذا الشهر مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وبدوره دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه لتشكيل حكومة ائتلاف وطني، وقال "ينبغي السير بالمصالحة قدماً، واللقاء المرتقب بين الرئيس عباس ومشعل ينبغي أن يتسم بالجدية ليخرج بنتائج تفضي إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني".
في غضون ذلك، عقد ممثلو اللجنة الرباعية الدولية اجتماعين منفصلين مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي المحامي إسحق مولخو دون الحديث عن أي تقدم في هذه الجولة من المباحثات وهي الثانية المنفصلة التي تعقدها اللجنة الرباعية مع الطرفين في غضون شهر. وقال عريقات بعد انتهاء المحادثات "أكدنا على استعدادنا لمناقشة قضايا الحل النهائي كافة إذا أثبتت إسرائيل جديتها والتزامها بتجميد المستوطنات في الأرض المحتلة، وخاصة القدس الشرقية، والقبول بحدود عام 1967، وأنه من أجل البدء في المفاوضات لا بد أن تفي إسرائيل بالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي وخارطة الطريق".
وكان عباس قد رفض في محادثات منفصلة مع المبعوث الأميركي لعملية السلام ديفيد هيل اقتراحاً بإجراء المفاوضات دون وقف الاستيطان أو مرجعية الحدود حيث أصر على وجوب تنفيذ إسرائيل التزاماتها بهذا الشأن.
إلى ذلك رجَّحت مصادر مطَّلعة ألا تشهد عملية السلام في الشرق الأوسط حراكاً فعلياً حتى مطلع عام 2013، أي ما بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر من العام المقبل، وكان وزير الخارجية الأميركية الأسبق جيمس بيكر قال أوائل الشهر الجاري "تجميد عملية السلام لا يبدو فكرة سيئة، إذ إن الأوضاع الراهنة لا تحتاج إلى فشل جديد"، مشيراً إلى ضرورة أن تبادر الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية إلى دعوة الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي وأن تقدم لهما اقتراحاً واضحاً بتفصيلات التسوية، مؤكداً أن ما يقال عن ضرورة ترك القضية للجانبين هو إفشال للمفاوضات.
من جهة ثانية دان مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين عزم سلطات الاحتلال تجريف ألف قبر في مقبرة مأمن الله في القدس الغربية توطئة لإقامة ما يسمى بـ"متحف التسامح". وقال "هذا الاعتداء الخطير يمس الأماكن المقدسة الإسلامية التي لا يحق لأي جهة التدخل فيها، فهي من اختصاص المسلمين وحدهم وهذه الأعمال تأتي ضمن مسلسل التزوير التاريخي والحضاري الذي تقوم به دولة الاحتلال منذ إقامتها"، مشددا على أن المقبرة وقف إسلامي يعود تاريخها إلى الفتح العمري، وأنها تضم رفات عدد كبير من أبناء المسلمين ورموزهم العلمية والوطنية".