ولتنفيذ مهام قوات أمن الطرق بإتقان، دعم الأمن العام الطريق بالكوادر البشرية المؤهلة، والآليات، والتقنيات، والتجهيزات الفنية، ووسائل السلامة المرورية كافة.
صعوبة التضاريس
في ديسمبر2021، افتتح الطريق الرابط بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، والبالغ مسافته 564 كيلو مترًا من تقاطع طريق البطحاء إلى منفذ الربع الخالي على الحدود السعودية العمانية، بتكلفة مليار وتسعمئة وسبعة ملايين وخمسمئة وسبعين ألف ريال.
ويعتبر المشروع الرابط بين الدولتين أعجوبة هندسية نفذتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية، نظرًا لصعوبة التضاريس وقسوة المناخ في منطقة الربع الخالي، كما يعد واحدًا من أهم المشاريع التي سعت الوزارة إلى تحقيقها، نظرًا إلى ما يلعبه من دور كبير في تعزيز التبادل التجاري بين الدولتين، وتسهيله لحركة الحجاج والسياح.
حركة السياحة
تحرص المملكة على كل ما يسهم في تعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة، فيما يفتح الطريق آفاقا واسعة لتعزيز التبادل التجاري بين المملكة وسلطنة عمان، وتنشيط حركة التنقل بين البلدين بما يخدم القادمين للحج والعمرة من سلطنة عمان، وحركة السياحة والتجارة المتبادلة والزيارات بين البلدين، في وقت أسهم التعاون بين وزارة النقل والخدمات اللوجستية السعودية ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العمانية، في رفع كفاءة تشغيل الطريق، واستدامته، إضافةً لتعزيز مستويات السلامة عليه، وفقًا لأعلى المعايير الدولية.
جغرافية الصحراء
بلغ عدد ساعات العمل على المشروع أكثر من مليون وثلاثمئة ألف ساعة عمل، بينما بلغ عدد المعدات المستخدمة 750 معدة ثقيلة، تلائم جغرافية الصحراء الواقعة في الربع الخالي، فيما بلغ حجم كمية الرمال المزاحة لتنفيذ الطريق 150 مليون متر مكعب، وحجم مواد الحماية من الرمال 12 مليون متر مكعب، وبلغ حجم طبقات الأسفلت مليون متر مكعب.
كما زُود الطريق بكافة وسائل السلامة المرورية، بما في ذلك إنارة الجزء الأخير بطول 30 كيلو مترًا، لتسهيل حركة مستخدمي الطريق بكل سهولة وأمان.
قطاعات وطنية
وبإتمام وزارة النقل والخدمات اللوجستية تنفيذ مشروع الطريق الرابط بين المملكة وسلطنة عمان تكون استكملت الربط المباشر مع كل دول مجلس التعاون الخليجي بطرق ذات مستوى عال من الجودة والأمان، بينما يسهم المنفذ في تحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي تهدف لترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، والوصول بالمملكة لتكون ضمن أفضل 10 دول عالميًا، في مؤشر الأداء اللوجستي، إذ أسهم المشروع في تحسين الربط المحلي والإقليمي والدولي لشبكات التجارة والنقل، إضافةً إلى مساهمته في تمكين تحقيق مستهدفات عدد من القطاعات الوطنية مثل قطاع الحج والعمرة وقطاع السياحة، وذلك من خلال تسهيل حركة المسافرين، كما يسهم هذا الطريق في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي تجاوز 10 مليارات ريال في عام 2020.
منظومة التحول
شهدت القوات الخاصة لأمن الطرق ضمن منظومة التحول الوطني وتحقيق الرؤية تطورًا كبيرًا في تزويدها بالتقنيات المختلفة والتي أسهمت في رفع مستوى السلامة المرورية على الطرق وذلك خلال العامين 1439-1440.
وأنشأت القوات الخاصة لأمن الطرق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – إذ صدر أمر إحداث جهاز القوات الخاصة لأمن الطرق بالأمر السامي رقم 8961 ورقم 8963 في 1410/05/20، بعد ظهور الحاجة إلى إنشائه، وبعد ما بدأت شبكات الطرق العملاقة التي شقتها الدولة لتربط جميع مناطق ومدن وقرى وهجر المملكة بعضها ببعض، واستكمالًا للمنظومة الأمنية التي ينعم بها المواطن والمقيم داخل المملكة، كان قرار إنشاء هذا الجهاز الذي تكون مهمته «تحقيق الأمن الشامل والطمأنينة على الطرق الخارجية بين مناطق ومدن وقرى وهجر المملكة».
وفي بداية فترة التشغيل واجه جهاز أمن الطرق العديد من الصعوبات التشغيلية، ولعل من أبرز تلك الصعوبات أطوال الطرق المراد تغطيتها بدوريات أمن الطرق والتي تربو على 44.000 كيلومتر يلزم تغطيتها بطريقة منظمة وصحيحة وفعالية تحقق الربط بين كافة محاور الربط: «شمال وجنوب وشرق وغرب» وكون الجهاز غير مسبوق في الشرق الأوسط والكثير من دول العالم سواء من حيث أهدافه وصعوبة إيجاد المكان المناسب لتشغيل مراكز انطلاق دوريات أمن الطرق في مواقع بعيدة عن الحد الأدنى من الخدمات لرجال أمن الطرق؛ فقد تم في البداية التشغيل بتجهيزات من الخيام إلى أن تم استبدالها بمبان جاهزة، ولطبيعة المهام الأمنية التي يزاولها رجال أمن الطرق وقيامهم بواجبهم الأمني يتعرضون للمخاطر في سبيل استتباب الأمن والسلامة لمستخدمي الطرق، وعليه جرى تجهيز رجال أمن الطرق بالتجهيزات اللازمة من تسليح ووسائل سيطرة أمنية ومرورية وأجهزة تحكم.