ما جرى في البيت الأبيض أمس، كان حفل أوسكار سياسي لبنيامين نتنياهو احتفاء بما قدمه قبل مجيئه إلى أمريكا عبر إعلان "القائمة السوداء" التي تضمنت المواد المحظور إدخالها إلى قطاع غزة، واعتبار ذلك هدية لشعب غزة وأطفالها، وهدية أيضا للمجتمع الدولي الذي ناشد القيادة الإسرائيلية تخفيف الحصار عن القطاع المنكوب وليس فكه.

كل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة كانت في البيت الأبيض لتغطية الحدث، ليس لأهميته وإنما للتكفير عن ذنب اقترفته المراسم الأمريكية خلال الزيارة السابقة لنتنياهو إلى البيت الأبيض بعد أن تم الاجتماع بينه وبين الرئيس باراك أوباما من دونها وبعيدا عن عدساتها، مما اعتُبر مهانة لإسرائيل ولرئيس حكومتها، من دون النظر إلى الوراء قليلا للإهانة السياسية التي وجهتها إسرائيل للمشروع الأمريكي برمته عندما وقتت تل أبيب إعلان إنشاء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية بوجود نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومبعوثه إلى عملية السلام جورج ميتشل، في إسرائيل.

لا يمكن للعلاقة الأمريكية ـ الإسرائيلية أن تخرب لأي سبب من الأسباب، حتى وإن كان الأمر يتعلق برفض إسرائيلي لمشروع أمريكي. فالعلاقة بين الجهتين هي علاقة استراتيجية لا تتأثر بعوامل طارئة من هنا أو هناك. فالكيان الصهيوني وليد مشروع استعماري كبير بدأته بريطانيا في قلب الوطن العربي، وأكملته الولايات المتحدة، وما حفلة الأوسكار الأمريكية الإسرائيلية بالأمس، إلا تعبير عن منح الجائزة مجددا لبطل الحروب في المنطقة.