كانت هناك فكرة ابتعاث نخبة من الفنانين السعوديين للخارج لدراسة الموسيقى في أحد المعاهد الفنية، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، رغم مرور وقت طويل.

منذ مدة ليست قصيرة استقدمت الإذاعة مجموعة كبيرة من إخواننا الفنانين العرب وتعاقدت معهم للعمل في الفرقة الموسيقية لديها.. بالإضافة إلى الفرقة التي كانت موجودة في ذلك الوقت والمكونة من أبناء هذه البلاد. وفكرة استقدام فنانين لتطعيم الفرقة المحلية، فكرة صائبة ولا شك، وبالفعل فقد اشتركوا مع إخوانهم وتعاونوا معهم.

والذي أعرفه أن هناك فكرة كانت قد سبقت الفكرة الأولى هذه الفكرة هي ابتعاث نخبة من الفنانين السعوديين للخارج لدراسة الموسيقى دراسة صحيحة في أحد المعاهد الفنية هناك، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، رغم مرور وقت طويل ولم يتم شيء منه حتى الآن، مما اضطر المسؤولين في الإذاعة إلى توزيع بعض الفنانين على الأعمال الكتابية والأقسام الفنية.


وقد مضى الوقت واسمحوا لي أن أقولها صريحة: إننا لم نستفد أي شيء من قدوم هذه الفرقة، رغم وجود الكفاءة والمقدرة، هذا من ناحية ثم هناك ناحية أخرى وهى استيراد الأغاني من الخارج وتسجيلها أيضًا إلا النذر اليسير الذي يسجل في الإذاعة داخليًا.. وهذا في نظري لا يكفى بالنسبة لوجود فرقة كاملة من إخواننا العرب.

ثم نعود إلى الفنانين المواطنين، هكذا كان مصيرهم... لم يبتعثوا، ولم يدرسوا داخليًا، فلماذا لا نستفيد من كفاءات وخبرات إخواننا الفنانين العرب ولماذا لم يقوموا بتدريس المواطنين؟ ونحن نعرف أن من بينهم أكفاء وأساتذة.

ثم لماذا لم تفتح الإذاعة معهدًا للتدريب الموسيقى تمهيدًا لبعث الفرقة حتى يستفيدوا إلى أن يتم ابتعاثهم إلى الخارج. وأنا لا أشك مطلقًا أن إخواننا الفنانين العرب سوف لا يضنون بفنهم وعلمهم على إخوانهم أبناء هذه البلاد، أما أن يظل الفنانون السعوديون يتسكعون فهذا ما لا نرضاه ولا ترضاه الإذاعة أيضًا لأن الفنان إنسان رقيق مرهف، وقد أدوا واجبهم قبل أن تكون لدينا فرقة في حدود إمكانياتهم ومعلوماتهم.

وأنا أعتقد جازمًا أن إخواننا الفنانين العرب سوف يرحبون بهذه الفكرة ولعلنا نسمع قريبًا ما يسر، ونرتاح.

1965*

* كاتب صحفي سعودي ( 1932 - 2003).