ذكرت قناة العربية أنه في صالة "فلبينت" في باريس تجمع الآلاف من الإيرانيين ومئات العرب وممثلي الدول الأوروبية مطالبين بربيع إيراني يطيح بقوى الشر في إيران. وهناك عبارة قالها الخميني رداً على مظاهرات خرجت بعدما أصدر قراراً بعد توليه السلطة تمثل في إغلاق الصحف والمجلات التي تنتقده، مما نحر معه أحلام الشباب الإيراني في حرية الرأي، فخرجوا متظاهرين لعل من جاء به المتظاهرون قبل أيام قليلة يستجيب، لكنه رد عليهم قائلاً: "كنت أظنكم بشراً، ويبدو أنكم لستم كذلك"!

إن هذه الرؤية التي آمن بها الخميني لا تخص شعبه فقط، بل إنها تشمل العالم كله، فنحن لسنا في نظره ولا في نظر نظامه بشراً نستحق أن ننعم بالسلام والأمن في بلادنا وفي حرمنا وفي حجنا. إن رغبة النظام الإيراني هي السيطرة على هذا العالم ولو على حساب شعبه الذي يسحقه الفقر والحاجة، فعلى الرغم من كون إيران دولة نفطية إلا أن 14 مليون إيراني تحت خط الفقر، وفي كل عام يترك نحو 7 ملايين شاب إيراني فصولهم الدراسية للبحث عن عمل، بحسب تقرير الدكتور فرشاد مؤمني، الباحث الاقتصادي الإيراني. وفي الحقيقة أن الثروة الإيرانية تذهب للجيش الجمهوري الذي تنشره إيران لتقويض الأمن في العالم وصناعة الإرهاب.

إن من الخطأ أن يظن أحدهم أن النظام الإيراني حمى المذهب الشيعي والشيعة في العالم، وإلا فماذا نسمي الانتهاكات الإنسانية والإعدامات التي تطال كل يوم شعب الأحواز الشيعي السني؟ لِمَ يحرم النظام الإيراني شعب الأحواز من حقهم في العيش بكرامة ثم يدعي أن دولاً أخرى لا تحفظ الحياة الكريمة للشيعة فيها؟! ماذا قدمت إيران لشعبها الذي تقوم بتهجير قبائل منه من منطقة لأخرى، وتعامل بعنصرية بعض أبنائه من أصول عربية، وتفرض على السُّنّة منهم إغلاق مساجدهم، وترفض إعطاء المنتمين للمذهب السني وعددهم 15مليوناً حرية العبادة أو التحاكم بحسب مذهبهم، بل إن مدينة طهران لا يوجد فيها مسجد للسنة على الرغم من وجود مليون سني فيها؟!

إن نظاماً ظالماً كهذا جدير بالإسقاط، ولعل ربيع إهلاكه قد بدأ، وبخاصة أن العالم بدأ يعي خطره وأهمية الوقوف مع شباب المعارضة، فلعل بعد زواله تعود إيران لحضارتها وفنونها وصناعاتها التي طالما تخاطبت بها معنا ومع العالم كله، وكما تقول الشاعرة الإيرانية الراحلة (فروغ فرخزاد): ننتظر أن يقول الإيرانيون "سأنطق من أعماق الليل، من أعماق الظلمة، ومن أعماق الليل سأنطق".