سميت ابني (مالك)، باسم جده لوالدته، الشريف مالك بن رضوان آل غالب، رجاء مني ومن محبوبتي الغالية، والدته بنت الأصول، أن يشابه جده، رحمه الله رحمة واسعة، في مكارمه ومحاسنه، ورجاء أن تتحقق فيه مقولة الأقدمين: «لكل امرئ من اسمه نصيب»، والوقائع أثبتت وتثبت أن مثل هذه العوامل الخفية تسهم ولو بشكل جزئي في تشكيل شخصية المسمى، وفي معاملة الآخرين له، وعن هذا روي حديثه، صلى الله عليه وسلم: «إذا بعثْتُم إليَّ رجلًا فابْعثوه حسَنَ الوجهِ، حسَنَ الاسم».
حبيبي مالك، حماه ربي، بار للغاية، ورضي، بفضل الله تعالى، ومن الله عليه بالقبول بين أقرانه ومعلميه، وفي البيت مع جدته وإخوته الكبار والصغار مسالم جدا، يحافظ على صلاته، ويحب الصوم، ويعشق الاعتمار، ولا تفلت من فمه أي كلمة فيها إيذاء لمشاعر أحد، ويستعمل ابتسامته بذكاء في تلطيف الأجواء، وتحقيق رغباته الخاصة، وفي مجلسي أرقب تصرفاته مع الكبار، ويعجبني تقديره لهم، ولا أستغرب حبهم له؛ وحتى لا أتهم بالمجاملة، أعترف أن لديه بعض «الحركات»، ولكنها متحملة، ويكفيني في غض النظر عنها بيت الشاعر العباسي الشهير، علي بن الجهم: وَمَن ذا الَّذي تُرضى سَجاياهُ كُلُّها * كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُه«.
اليوم تتخرج يا مالك مع زملائك، وأمامكم عالم» التعليم العالي«، الذي لا يصلح له إلا التخطيط المسبق، وأول ذلك تحديد الميول المهنية، وهناك اختبارات تساعدكم، وعليكم بذل كل الجهد في الحصول على قبول من الجامعات، واستيفاء المتطلبات الأساسية لذلك، واغتنام برنامج سيدي خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، والفوز بالانضمام في مساريْ:»الرواد«، و»إمداد«، وعليكم الاستثمار في أنفسكم، وتطوير معارفكم، والاطلاع على عوالم جديدة، والاحتكاك بثقافات مختلفة، وترتيب الأوقات، ووزن الأمور، والاهتمام بصحة النفس، وصحة العقل، والتعرف على الناجحين، وقراءة الطرق التي أوصلتهم لذلك، والمحافظة من قبل ومن بعد على ما تربيتم عليه من الفرائض والمسنونات، ولا تتركوا الأدعية والتحصينات، ومن أكثرها مناسبة لكم ما سأله نبيكم صلوات ربي وسلامه عليه من ربه، عز وجل:»اللَّهمَّ إنِّي أسالُك فِعلَ الخيراتِ، وتركَ المنكراتِ، وحبَّ المساكينِ، وأن تغفرَ لي وترحَمَني، وإذا أردتَ فتنةً في قومٍ فتوفَّني غيرَ مفتونٍ، وأسألك حبَّكَ، وحبَّ من يحبُّكَ، وحبَّ عملٍ يقرِّبُني إلى حُبِّكَ»؛ وفقكم ربي، وبارك لوالديكم فيكم، وبارك لكم فيهم.