الحالة موجودة طوال أيام السنة، لكن تداعياتها تتعاظم في الصيف لكثرة المتضررين والمنزعجين منها. أنا أتحدث هنا عن شكوى مريرة يعاني منها المسافرون والقادمون من وإلى مطاراتنا، حيث تمتد الطوابير بشكل كبير داخل المطارات بسبب نقص موظفي الجوازات أو عدم مباشرتهم لعملهم، أو لعدم وجود من يشرف عليهم ويديرهم على مدى ساعات العمل كاملة وبانتظام دائم، وقد شاهدت بنفسي وسمعت الكثير من الأصدقاء والأقارب وزملاء المهنة يؤكدون ما شاهدته وهو أنك حينما تصل إلى مطار الدمام مثلا قد لا تجد موظفي الجوازات على (الكاونترات) الخاصة بهم، وكأن الطائرة التي وصلت لم تكن مجدولة ومعلومة لديهم، أو أن تجد (كاونتر) واحدا أو اثنين موجود بداخلهما من يستقبل القادمين وبقية (الكونترات) خالية، ثم تلحظ أن الموجودين يجرون اتصالات بزملائهم مخبرين إياهم بوصول رحلة البلد الفلاني ومتوسلين إليهم الاستعجال في الحضور، ولدي فيما أظن صور التقطها قريب لمسافرين من بلد غير عربي وقد افترشوا الأرض في مطار الدمام بعد أن طال انتظارهم في الطابور منتظرين من يشفق عليهم ويختم جوازاتهم ليدخلوا البلاد، ومعظم هذه الملاحظات المزعجة التي فيها إساءة إلينا واستهتار بآدمية البشر تحدث في الرحلات الليلية.
وحقيقة لست أدري هل في الليل يتسرب الموظفون أم ينامون في الغرف الداخلية ويطلبون من زملائهم ومن العمالة المتواجدة في المطار إيقاظهم عند وصول الرحلات أم أن نظام المناوبة قائم على تقليل العاملين في الفترة المسائية أيا كان عدد الرحلات القادمة؟
العجيب أن مثل هذه الملاحظات والشكاوى تتكرر في كل عام، وفيما أعلم أن مسؤولي الجوازات في المنطقة الشرقية تصل إليهم شكاوانا عبر ما يكتب وعبر ما ينقل لهم شخصيا من زملاء إعلاميين، ولكن الحلول ما زالت غائبة، فهل هذا يعني أنه لا بد من إحداث تغيير في مناصب بعض المسؤولين لعل وعسى مثل هذا التغيير قد يحل مشاكل الناس ويقضي على شكاواهم المكررة.
في بعض مطارات الصين يوجد جهاز صغير عند (كاونتر) كل موظف جوازات، ومن خلاله يمكن لكل قادم الضغط على أكثر من (زر) ليبدي رأيه في هذا الموظف، ووفقا لنتائج مثل هذا الاستفتاء يحصل هذا الموظف على الترقية والزيادة في الراتب أو العكس مع النقل من المكان الذي هو فيه في حالة عدم رضا المسافرين عنه، فلو نفذت مثل هذه الآلية في مطاراتنا وعلى جسر الملك فهد يا ترى كم سيكون عدد الناجحين والراسبين في مثل هذا الاستفتاء؟
تذكير: للمرة الثالثة أسأل وزارة النقل عن موعد الانتهاء من طريق الدمام الدائري البالغ طوله 17 كيلومترا (فقط) والذي ما زال متعثرا منذ ثمان سنوات، رغم حالة الضيق والشكوى والتذمر التي عليها سكان الدمام والشرقية بسبب الاختناقات المرورية؟