للفشل ألف شماعة، وألف مبرر منمق شبه مقنع، وألف مخرج، وألف ألف ذريعة، ولكن النجاح يتسلل «مرتابا» إلى المسامع، يتهادى مرتبكا نحو العيون، ويفضل البقاء في خانة انعدام الرؤية، كثيرون يهمشونه، والأغلب ينتقصون منه، ونادرون من يعترفون به ويباركون.
(2)
«الفشلة» في التربية يمنحون المستمع درسا في الإيمان بالقضاء والقدر، ودوره في انتقاء الأصدقاء، ونصائح في التعامل مع المشكلات، وسيلا من الاقتراحات، بينما الحال يرثى لها!.
(3)
«صناعة الشماعة» فن يتقنه القلائل، هذه المخادعة اللذيذة للنفس تستلزم صبرا مستداما، وتذاكيا، وتوهما، وغرورا، فالطالب المتعثر يلقي باللوم على المعلم أو المنهج أو الزملاء أو الطقس!، والعاشق غير الجاد يتذرع بالمادة، والظروف، حتى مروّج السموم «الميكيافيلي» يتذرع بالمال، وعدم مسؤوليته عن جنون الآخرين ورغباتهم وموتهم!، والأب الفاشل يشتم الأصدقاء والشارع، والمدرسة، والموظف الفاشل يرى أن المدير عائق، ونظام العمل سيئ، والزميل سبب.
(4)
لا يمانع «الفاشل» من «الاستخفاف» بـ«شماعاته»، فالأهم أن تكون لديه إجابة، كفلسفة نفسية لرمي المسؤولية عن عاتقه.
(5)
الناجح لا يجد سببا لنجاحه، ويدرك أن الفشل يكمن في جهل أسباب عدم النجاح، ذاك أن الناجح في حالة سعي نحو «هدفه»، كلما حقق هدفا يبدو آخر، فيقضي العمر في شقاء بحثا عن القيمة والقامة.
(6)
الناجح يرى أن الحياة «معركة» حتى الرمق الأخير، يرحب بالتعثر، ويجيد النهوض، ويتقن تغيير الخطط، ولا يملك القدرة على صنع «شماعة» للفشل، بل يعترف - بكل شجاعة - بفشله، ويرى جوانب الخلل لديه بوضوح.
(7)
العقلية التي تجيد صناعة «شماعة» لفشلها لا يمكن أن تغادر القاع!.