في منظوري كان من الأصلح أن ينبري النقاد لطرح رؤية عن حال التعليم، وليس انتقاد المسرحية ومحاولة إيقافها. فهذه عادتنا دائمًا نحب القفز على عيوبنا وأخطائنا ونلقيها على الآخرين. ورغم أن المسرحية ما زالت تذاع حتى اليوم فإننا لا نمل مشاهدتها رغم أننا شاهدناها مئات المرات.
تعالوا معي لمثال آخر، وهو مسلسل أمريكي عرض لمدة أربع سنوات (من عام 1975 حتى 1979) في كل محطات التلفزة الأمريكية، وهو مسلسل كوميدي ساخر يتحدث عن العلاقة السيئة بين المعلم والطالب في مدرسة ثانوية. الأمريكان (لم يطيروا في العجة) ليوجهوا انتقاداتهم للمسلسل، بل على العكس، تابعوه بكل حب وحماس واستمتاع، ولم يتذمر منه لا أم ولا أب ولا معلم ولا أستاذ جامعي. ثم لماذا لا ننتظر مسلسل «ثانوية النسيم» إلى نهايته حتى نستطيع على الأقل قراءته جيدًا وكاملًا!؟ لا حظوا معي أن كل من هاجم مسرحية (مدرسة المشاغبين) لم يكملوا المتابعة حتى الفصل الأخير والذي تحول فيه أبطال المسرحية إلى طلاب مؤدبين ومحترمين، في رسالة مضمونها أن معلمتهم الجديدة أصلحتهم وأثرت فيهم بنهاية المطاف. وهذه رسائل جيدة لا يظهرها النقاد، لماذا؟ لأننا أهملنا الفصل الأخير كونه يتسم بطابع الجدية، فنحن نضحك على الجزء الذي نتهم المسرحية من خلاله. وكذا الحال مع مسلسل (ثانوية النسيم) والذي يظهر أن المعلم المكافح والمؤمن برسالته، سيكون بمقدوره إصلاح الطلاب وتغييرهم إلى الأفضل، وستكون له بصمته الكبيرة حتى على أحلامهم ومستقبلهم.