في كل صورة أشاهدها لسمو ولي العهد أرى ابتسامةَ الفخرِ والاعتزازِ التي تعلُو محيَّاه، تشعرنَا نحن -أبناءَ وبناتِ المملكة- بأنَّ هذا القائدَ سعيدٌ بما تحقَّق له ولنا من منجزاتٍ وطنيَّةٍ، ومعه نستشعرُ المعنى الحقيقي للرِّيادة العالميَّة بروحٍ سعوديَّةٍ تواقَّة للمعالي.

«دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة». «لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده، بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دومًا إلى الأمام». هذه بعض من مقولات قائدنا الملهم والجاذب محمد بن سلمان الذي جعل العالم كله ينبهر في دراسة شخصيته ليكون القائد العربي الأكثر تأثيرًا للعام الثالث على التوالي، حيث حقق نسبة 69.3% من الأصوات، وحصد 366.403 أصوات من خلال ما أجرته شبكة (RT).

القادة الملهمون لديهم فهم واضح لقيمهم ولا يخضعون للضغوط، فهم يقودون القيم بإحساسهم العميق بالأهداف والمسؤولية لإحداث التغيير الإيجابي، ومفتاح القيادة الملهمة هو وعي القائد بذاته ووعيه بمن حوله؛ إذ عليه إلهام نفسه أولا كمحفز لإلهام الآخرين، وكجذوة تصطلي بها الهمم لتحقق النجاح. كما أنهم يحفزون الفريق لتحقيق الإنجازات ويعبرون عن التقدير للجهود المبذولة. ذلك يعزز الجاذبية التنظيمية حيث يشعر الأفراد بأهمية وجدارة في مساهماتهم. ويتمتع القائد الملهم أيضا بالمرونة وضبط النفس والتكيف بمرونة مع المواقف والعمل بروح الفريق والتعاون. كما يتصف بالنزاهة فهو قائد أخلاقي كقدوة وأنموذج يحتذى به؛ ويلتزم بالوعود صادق وأمين وعادل ويهتم بعمله ورفاهية الفريق وتنمية مهاراتهم ورفع كفاءتهم وتحقيق سمعة وميزة تنافسية لمؤسسته.


وفي المقابل يطور المواهب ويوفر فرصًا للنمو والتحسين والتطوير ومنحهم الأمان والرضا الوظيفي وبيئة محفزة وملهمة للتغيير. تتكامل هذه الجوانب لتكوين بيئة عمل تجمع بين القيادة الملهمة والجاذبية التنظيمية، حيث يكون الفريق ملهمًا وملتزمًا بتحقيق الأهداف المشتركة. وهذا مايؤكد ارتباط الجاذبية التنظيمية ارتباطًا وثيقًا بالقيادة الملهمة في سياق العمل، إذ يتمتع القادة الملهمون الجاذبون برؤية واضحة ويعبرون عنها بطريقة تلهم وتحفز. هذا يؤثر إيجابيًا على الأفراد ويعزز الانتماء إلى فريق يتبنى رؤية ملهمة. كما يسهم في بناء ثقة قوية بين القائد والفريق وقنوات تواصل فعال.

وتعد فلسفة «الجاذبية التنظيمية» من المفاهيم الجديدة التي تُشكل ملامح المستقبل وتتجاوز حدود الإدارة التقليدية، وتعكس روح العصر في تعزيز جاذبية المنظمات للمواهب والفرص، وتنطلق من فكرة بسيطة وعميقة في ذات الوقت وهي القدرة على جذب والاحتفاظ بأفضل المواهب والعملاء والشركاء. ولكن، كيف يتحقق هذا؟ هنا يكمن السر في خلق بيئة عمل مُلهمة، تُشعر كل فرد بأنه جزء لا يتجزأ من رؤية أكبر، وبيئة تُقدر الإبداع والابتكار.

وقد رأيت في نموذج قيادة ولي العهد خير مثال لما أسلفت.

حيث يأخذ هذا المفهوم بعدًا جديدًا في المملكة العربية السعودية، بفضل رؤية 2030، من خلال توجه المملكة نحو خلق بيئة جاذبة للأعمال والاستثمارات، وتعزيز البنية التحتية وتطوير القطاعات الواعدة مثل التقنية والسياحة، وتوفير بيئات العمل المرنة، والاستثمار في التعليم والتدريب، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، وجذب الاستثمارات العالمية والمواهب الدولية، واستقطاب القيادات الملهمة. فكما قال جورج باتون «القائد ليس من يشير إلى المكان الصحيح، بل هو من يذهب معك إليه».

وقد تحدث سموه حفظه الله في لقاء سابق عن اختيار القيادات يتم وفق تصنيف دقيق في جميع وزارات وأجهزة الحكومة بناءً على معايير التخصص والكفاءة والشغف وبما يتوافق مع متطلبات المرحلة،

كما أنه ليس بالضرورة أن ما كان مناسبًا للقيادة في مراحل سابقة يكون مناسبًا لكل مرحلة ولكل زمان ومكان، ويتجلى ذلك في اختيار القيادات السعودية من وزراء وسفراء ومسوؤلين وكلهم لسانهم واحد وديدن عملهم الشغف برؤية أمير الشباب القائد المُلهم الذي يعرف ماذا يفعل وكيف يفعل، وما الذي يجب أن يفعله. وفقه الله وأعانه وسدده.

وفي ختام هذه الرحلة في عالم الجاذبية التنظيمية، يمكننا القول إن هذا المفهوم ليس مجرد استراتيجية إدارية، بل هو فلسفة شاملة تعكس كيفية تفاعل المنظمات مع العالم الخارجي وقدرتها على خلق بيئة جاذبة تضمن لها موقعًا متميزًا في مشهد الأعمال العالمي.

نحنُ قادرون -بحولِ اللهِ- على كتابة قصص نجاح سعوديَّة فريدة من نوعها. كم نحنُ سعداء بكَ سيدي ولي العهد، أدامَ اللهُ سعادتكَ وابتسامتكَ التي نستمدُّ منها الطَّاقة؛ لنستمرَ في العطاءِ المتميِّز.