دفع الخوف من المجهول السيدة السعودية مروة محمد إلى حمل السلاح في حقيبة يدها. وتبرر ذلك بأنها قد تتعرض للسرقة أو الاعتداء من قبل لصوص أو مجهولين أثناء تنقلها أو خلال التسوق، خصوصاً أنها تعرضت فعلاً قبل عامين، لحادثة سرقة في أحد الأسواق بالمدينة المنورة. وتقول إنها منذ تلك الحادثة أصبحت تحرص على حمل سكين أو خنجر في حقيبة يدها، لاستخدامها في الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لحوادث مفاجئة أو مشابهة لتلك الحادثة، مشيرة إلى أنها عند اضطرارها للتعامل مع السلاح لن تطعن الجاني بمقتل.
وتتفق مع مروة أم مالك التي تؤكد أنها لن تلجأ إلى قتل أحد أو ضربه في مقتل بسلاحها، لكنها تفضل حمل السلاح لحماية نفسها في حال اضطرت إلى ذلك. وتوضح أم مالك أنها تحمل في حقيبتها ميدالية مفاتيح عبارة عن سكين حادة، وأنها تحملها لتخويف الجناة فقط، وأنها في حال تعرضت للاعتداء أو السرقة فإنها لن تقوى على استخدامها للدفاع عن نفسها أو ضرب الجناة بها، وربما تلقي بها أمام الجاني وتهرب.
أما أم إبراهيم، فعادت بذاكرتها إلى أكثر من 5 عقود مضت حيث كانت تسكن البادية، مشيرة إلى أن فتيات البادية كنّ يرعين الماشية ويخرجن من بيوتهن بعد صلاة الفجر وحتى المساء، بمفردهن وفي بعض الأحيان يقمن بالمبيت بين الجبال خارج المنزل بصحبة قطيعهن ويعدن في اليوم التالي. وقالت: على الرغم من ذلك لم يكن يشعرن بخوف، ولم يحملن سلاحاً بل كنّ يحملن سكيناً حادة لذبح ماعز قد تشارف على الموت للإفادة من لحمها. وحول طرق الدفاع عن النفس لدى نساء البادية أجابت: الأحجار كانت سلاحهن الوحيد، حيث تقوم الفتاة بالتقاط الحجر من الأرض وتضرب اللص أو الجاني بها على الرأس.
من جانبه، ذكر الاختصاصي النفسي بمستشفى الصحة النفسية بالمدينة المنورة ناصر الذبياني أن حمل السلاح للمرأة ليس بغريب فقد عرف – حسب قوله - حمل السلاح بأنواعه في الجزيرة العربية وخاصة عند نساء البادية وذلك لما كنّ يتعرضن له من حالات خطف ونهب وسلب من قبل اللصوص، وأيضا لاستخدامه في الدفاع عن أغنامهن وجمالهن من الحيوانات المفترسة والتي كانت تتواجد بكثرة في تلك العصور.
وأشار الذبياني إلى أنه وبعد توحيد المملكة العربية السعودية، اختفت تلك الظاهرة وذلك لتوفر الأمان وقلة الحيوانات المفترسة وانتقال البدو الرحل إلى المدن والعيش بها وتغير الحال. وأضاف "لكن حمل النساء الآن للأسلحة البيضاء، ظاهرة لافتة وقد تكون هناك أسباب لها منها شعور المرأة بالأمان عندما يكون معها سلاح، وقد لا تكون تجيد استخدامه وليس لديها الجرأة في استخدامه، أو بسبب العادات والتقاليد وهو سبب ضعيف، إضافة إلى تأثر السيدات ببعض ما ينشر في وسائل الإعلام وما يتداوله بعض الناس من مضايقات للنساء اللاتي يخرجن للعمل في أماكن بعيدة سواء من السائق أو من بعض الرجال في الطريق، فتضطر لأخذ السلاح معها لتشعر بالأمان.
وأشار الذبياني إلى أن من أسباب حمل بعض النسوة سلاحاً، هو ما يعرف في علم النفس بالشخصية السيكوباتية التي تميل إلى العنف بطبيعتها، والتي تفضل أن تحمل في حقيبتها أسلحة بيضاء باستمرار حتى وإن لم يكن هناك خطر يواجهها، وكذلك الشخصية الشكاكة قد تأخذ معها سلاحاً أبيض لتوقعها وشعورها الدائم بأن هناك أشخاصاً يسعون لإيذائها.