فالسعودية ضمن أقوى 20 دولة في الاقتصاد، في المركز الـ16 بين اقتصادات دول مجموعة العشرين، ويحتل صندوق الاستثمارات العامة السعودي المرتبة الأولى في الشرق الأوسط، والسابعة عالميًا، ويأتي البنك المركزي السعودي في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط، و15 عالميًا، وهي الأولى عربيًا في احتياطي الذهب وفي الترتيب 17 عالميًا، وهكذا فإنَّ الاقتصاد السعودي يزاحم وينافس، ويتصدّر بهدوء لا يعرف الصوت المرتفع، بل الإنجاز المسجّل.
ويتصدّر اسم عدد من الجامعات السعودية التقييم العالمي، بما تقدّمه من جودة التعليم، وفي بيانات مؤشر نضج الحكومة الرقمية كانت السعودية في المرتبة الأولى إقليميًا، وتحتل المرتبة الثالثة عالميًا، من بين ما يقارب 200 دولة، وصار العالَم يشاهد الأخبار التي تنقل أنَّ مؤشر التنافسية الرقمية التابع للمركز الأوروبي، يرصد أن المملكة العربية السعودية حققت أكبر نهضة رقمية، فضلًا عن قطاع الخدمات، وتسجيل براءات اختراع، وما رافق كل هذا من إنجازات كاستضافة إكسبو 2030، وهكذا كانت الإنجازات تتوالى والأرقام لا تعرف الاحتمال، ولا لغة المجاز، ولا يتسع المقام لاستعراض إلا بعض من كل، حتى لا أعيد على القارئ ما يسمعه يوميًا في القنوات العالمية، والمواقع الإخبارية.
وفي وسط كلِّ هذه الإنجازات كان الأمير محمد بن سلمان، بكل تواضع يخرج دون انقطاع عن شعبه، ليخاطب المواطن السعودي، ويقول له إنَّه رأسماله الذي يراهن عليه في المقام الأول، ويحدّثه بصراحة وشفافية عن المشكلات التي تواجهنا جميعًا، ويسعى إلى حلّها، دون تكلّف، وبشفافية عالية، وبروح احتواء لمختلف العناصر الوطنية، لذا لم يكن غريبًا هذا الالتفاف الشعبي حوله، بل إنَّ شعبيته ظهرت في استفتاءات حتى من هم خارج السعودية، كما في استفتاء «روسيا اليوم» حين ظهر في المرتبة الأولى، للعام الثالث على التوالي، وهذا متوقع ممن يرى أي جهد، وعمل يخدم به بلاده، بعزم لا يلين، وكما قال هو نفسه: «لا شيء يوقفني سوى الموت!»، أطال الله عمره.
لقد حطَّم أولئك الذين كانوا ينخرون في التعليم السعودي، فكانوا يبثون الأيديولوجيا لا العلم، وكانوا يحرصون على غسل الأدمغة، لا تطويرها، ويبثون الكراهية بين الشعب الواحد، فطهّر التعليم ومختلف القطاعات التي استغلوها، فكانت استطالتهم على الناس، قد قصمتها كلمة واحدة منه: «سندمرهم فورًا» لذا تقدّمت الجامعات، وحارب الفساد فانعكس هذا على تقدّم الاقتصاد، والمشاريع التنموية، وقرّب المؤهلين، والخبراء، فمثّلوا السعودية في دبلوماسيتها أفضل تمثيل، حتى أضحوا محل غبطة ممن يرون فيهم كفاءة رجال الدولة، وتحرّكت عجلة الاقتصاد، والاختراع، والإبداع.
وعلى الصعيد الاجتماعي، ظهر ما قاله بنفسه من حرصه ومراهنته على المواطن السعودي، فحمى الحقوق الأساسية للمواطن، فلا يواجه المواطن أيَّ وصاية عليه من أحد يحسب أنه أعرف منه بمصلحته، فما ثَم إلا الدولة والقانون، والجميع سواسية أمامه، فلمس المواطن الإنجاز في حياته اليومية، ولم يعد الأمر مجرد خبر في نشرة، بل وجد أي تعليم يتلقى، وأي أمان يحظي، وأي كرامة له قد صانها وليّ العهد.
وصارت الهوية الوطنية واضحة المعالم، وتحددت السياسة السعودية بأن تجعل على رأس أولوياتها مصلحة المواطن أولًا، وشاهد العالَم أيَّ أنفَة وطنية تتميز بها السعودية، حين كان ولي العهد يقابل رئيس ثاني أقوى دولة في العالم روسيا، فأعلن عن حاجته لمداخلة بعد كلمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبذكاء دبلوماسي قال له إنَّ المترجم لعله أخطأ في الترجمة، فلا يوجد يوم استقلال سعودي، بل هو يوم توحيد لها، إذ إنَّ السعودية لم تستعمر! فكانت المواقف لولي العهد تخترق المحافل الدولية، وتتناقلها وسائل الإعلام، وأدنى تصريح له، يتصدّر العناوين، السعودية اليوم في عزِّ عافيتها، وعنفوانها، فالدولة التي لها تاريخها الضارب، ومآثرها المسطّرة في الصحف، تتجسّد اليوم في هيئة شاب مثقف بعزم وحنكة، يمتلك الطموح بين يديه، كأنه طرف البشت حين يمسكه بين أصابعه، محمد بن سلمان هو عنوان للقرن الجديد، لذا حق له أن يسمى مجدد القرن.