اعتمدت اليونيسكو منذ عام 2019 يوم 14 يناير يوما عالميا للمنطق، بالاشتراك مع المجلس الدولي للفلسفة والعلوم الإنسانية.

فما المنطق، ولماذا يلقى هذا الاهتمام الدولي، وما أهم تطبيقاته وأشكاله في حياتنا؟

يشتق المنطق من مفردة (نطق) ويعد الفيلسوف (أرسطو) الأب الذي وضع أسسا ومعايير منهجية لفهم المنطق وقد تحدث عنه بوصفه العلم الذي يدرس تقييم الأدلة والحجج المنطقية. وتمييز الأفكار القوية وإعطاء أحكام تتوافق مع العقل. كما اشتغل على موضوع المنطق عدد كبير من الفلاسفة والعلماء منهم على سبيل المثال بيتر أبيلار، وغوتلوب فريجه، وكورت غودل، وجون فن وآخرون.


وفي معظم الثقافات يرتبط تعريف الإنسان بالمنطق، فالإنسان (كائن منطقي) وما نموه الروحي وتطوره المعرفي وإدراكه ووعيه وحضارته وأخلاقه إلا ترجمة لأنماطه المنطقية.

ويمكننا أن نرى بوضوح أن الحضارات القديمة كالإغريقية والرومانية والمصرية وغيرها كانت نتاجا مباشرا لتفعيل التفكير المنطقي. ويشير هذ إلى الدور الكبير الذي لعبه المنطق في تطوير الفلسفة والعلوم.

وتحرص البشرية اليوم أكثر من أي وقت مضى على فهم مبادئ المنطق وتطبيقاته، إذ يعد المنطق أساسا في العلوم الحديثة كالرياضيات والاقتصاد والمعلوماتية والتكنولوجيا.

يختلف المنطق بلا شك حسب البنية الفكرية التي ينتمي إليها شخص ما أو مجتمع ما ويتأثر بالمعتقدات الذاتية لكنه يعد أقصر الطرق لتحسين الأفكار وتصحيح مسارها.

يشكل الاحتفال باليوم العالمي للمنطق مناسبة لنشر الوعي بين الناس بأهمية المنطق، ويسعى لتعزيز العمل على تطوير (علم المنطق) في التربية والتعليم والأبحاث، ودعم أنشطة الجمعيات والجامعات وغيرها من المؤسسات المعنية بتحسين فهم المنطق وتطويره.

كما أن الاحتفاء بالمنطق ينعكس إيجابا على السلام العالمي ويرتقي بلغة الحوار الإنساني، ويقرب المسافات بين الثقافات المحلية لمختلف الشعوب.