تخطى المنتخب السعودي الأول لكرة القدم نظيره التايلاندي في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بثلاثية جميلة نايف هزازي وأحمد الفريدي وجزائية محمد نور، في مباراة عصيبة استضافها إستاد الملك فهد الدولي في الرياض، وكانت ضاغطة في كل دقيقة من دقائقها على لاعبي الأخضر و جهازيه الفني والإداري.

وجاء الفوز السعودي بهدوء الكبار، بعد محاولات من مدرب تايلاند، الألماني شافير للخروج بتعادل ثمين نجح في التمسك به طيلة الشوط الأول وربع الساعة الأول من الثاني، لكن مدرب الأخضر، الهولندي فرانك ريكارد وبقراءة جيدة للقاء الأول بين المنتخبين في بانكوك قلب الأمور لمصلحته، وجند 11 لاعباً كانوا الأكثر استعداداً وجاهزية نفسية لمثل هذه اللقاءات المهمة الحاسمة, فكسب 3 نقاط وصار وصيفاً لمجموعته الرابعة خلف أستراليا.

وعكس الفوز حالة الاستقرار التي يسير عليها الأخضر بقيادة فنية متميزة, وإحساس واضح من اللاعبين بضرورة تحسين الترتيب وتعزيز الحظوظ، وإن كانت الفردية قد أخفت الحضور السعودي في الشوط الأول تحديداً، مما أدى لكثير من الأخطاء في خطوط اللعب الثلاثة (دفاع, وسط, هجوم), لكنها بدأت بالتلاشي في الشوط الثاني تدريجياً بعد الهدف الأول, الذي كان بمثابة (حقنة) معنوية، خففت الضغوط، ومكنت اللاعبين من تطبيق توصيات وتعليمات ريكارد، ولذا صار الأداء متميزاً في الـ30 دقيقة الأخيرة من عمر المباراة, فكان هناك تماسك واضح للخطوط, وتمريرات جيدة من الزميل وإليه, وتحركات مثمرة للاعبين دون كرة, وانسيبابية اللعب من صعود الكرة من الدفاع إلى الوسط ثم إلى المهاجمين.

المباراة الخانقة !

خاض الأخضر مباراة مصيرية أمام منافس صعب يلعب بتنظيم متقن لخطوطه الأربعة جعلت منه منافساً مخيفاً لجميع المنتخبات, ويتمتع لاعبوه بمواصفات بدنية ومهارية جيدة، في الوقت الذي غاب فيه التجانس والتناغم المطلوبين عن لاعبي الأخضر في الشوط الأول, فسادت الفردية, وضاعف التأثر محدودية حضور المهارات المناسبة لمثل هذه اللقاءات الحاسمة التي تحسم من خلال مقدرة اللاعبين كما فعل الفريدي ونور في الشوط الثاني.

الفردية والبطء اللذان وضحا على أداء الأخضر، تم تجاوزهما في الشوط الثاني، وهذا يحسب للمدرب، ولذا اختلفت محصلة الأخضر بين الشوطين، ومع الاستمرار في الاستقرار سيقدم الأخضر مستويات طيبة ولا نقول نتائج إيجابية لأن النتائج في علم الغيب.

المتألقون ومحصلة المدربين

التألق كمحصلة يمنح للاعبين ظلوا طوال دقائق المباراة يركضون ويؤثرون، وبهذه المعيارية يمكن القول إن نور وهزازي وأسامة المولد وسعود كريري تألقوا، مع عدم إغفال أدوار لاعبين ربما كانوا شبه غائبين في الشوط الأول لكنهم تحسنوا كثيراً في الثاني، وعلى رأسهم الفنان الفريدي وعبدالله الزوري وحسن معاذ، بينما لم يكن البقية بمستوياتهم المعروفة عنهم.

وحوصر القائد نور من قبل أكثر من عنصر تايلندي لمعرفتهم المسبقة بإمكانياته وحيويته، ومن السلبيات أن بعض العناصر السعودية ظلت تتفرج على تحركاته في سياق هذه المحاصرة دون تحرك ميداني سليم يجعل من الرقابة المفروضة عليه مكسباً للبقية، وإن كان بعض اللاعبين قد تحسن تفاعلهم هذه المرة مع تقدم نور في الكرات إلى الأمام, وبالتالي كانت هناك مجاراة لأهميته وخطورته، وقد أعد ريكارد فريقه بحسب الامتيازات المتاحة له، و كانت قراءته لشوطي المباراة سليمة، فأحسن توظيف لاعبيه من الدفاع إلى الهجوم بقيادة الجسورأسامة المولد الذي حرث أرض الملعب أكثر من 90 دقيقة كان لها أبلغ الأثرعلى محصلة المباراة النهائية.

وتُرجع الغالبية المكسب للاعبين على الدوام, ويتم نسيان كافة أركان العمل من مدربين وإداريين وأطباء وأجهزة أخرى, وعلى هذا الأساس يمكن تحديد اللاعبين الأكثر محصلة إيجابية على الأداء العام للأخضر والذين يتقدمهم الخماسي نور وكريري وهزازي والفريدي والمولد, حيث صاحب أداءهم كثير من الإيجابية والتميز فردياً وجماعياً، وكان هناك فريق متكامل يبدأ من خط الظهر الذي تسوده الحالة التنظيمية فتنعكس على عناصر الوسط في الاستلام والتسليم، وتسهل للمهاجمين الوصول لشباك المنافس.

على الطرف الآخر, حاول المدرب الألماني شافير رفع الزخم الحماسي للاعبيه والاعتماد على مهاراتهم، فشاهدنا تحركات جيدة بداية الشوط الثاني، شكلت ملامح خطورة حقيقية، لكن محصلة المباراة (الخانقة) ذهبت لمصلحة ريكارد الذي استعان بعناصر مؤهلة جداً بكل المواصفات المهارية والفنية والذهنية.