يشغل الحديث عن جسم الإنسان كثيرين، وهو يشكل موضوعا رئيسا للمحادثات هذه الأيام، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإعلانات التجارية على شاشات التليفزيون إلى أحاديث الناس العادية.

وقد انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح «إيجابية الجسم» الذي يدور حول كيفية تشكيل تصورنا لصورة الجسم (صورتنا وصور الآخرين) لمفهومنا عن الذات والصحة العقلية والرفاهية والعلاقات. كما أنه يشير إلى ما تشعر به تجاه مظهرك، وما تشعر به تجاه طولك ووزنك وشكلك.. إنه يجعلك مثلا «تتقبل كرشك».

و«إيجابية الجسم» تعني أنه لا يوجد تعريف واحد للجسد «الجميل» أو «المثالي»، حيث يشعر كثير من الناس بالضغط لتغيير أجسامهم ومظهرهم بما يتناسب مع أجسادهم «الطبيعية»، لكن هذا قد يشجع الشباب على التحكم في نظامهم الغذائي، وممارسة الرياضة إلى درجة يصبح الأمر فيه غير صحي جسديا وعقليا.


ومصطلح «إيجابية الجسم» يتحدى أدوار التأثيرات الثقافية والاجتماعية والإعلامية في تطوير علاقتنا مع أجسادنا وأنفسنا، وكيفية إدراكنا الآخرين.

ويمكن أن يشير «إيجابية الجسم» أيضًا إلى تنمية الثقة وحب الذات، وتقدير جسدك كل ما يمكنه القيام به، على الرغم من عيوبه.

أي أن الأمر يتعلق بالشمولية وقبول جميع السمات الجسدية، ولعل هذا يفسر الجهود التي تبذل لتشجيع وسائل الإعلام على تقديم صور لأشخاص «حقيقيين» بدلا من الصور المثالية التي يقدمها بعضها.

تحذيرات وسلبيات

مع ما يوحيه تعبير «إيجابية الجسم» من رضا وثقة إلا أنه قد يتخطى الحد، ويقود إلى الانغماس في الذات الضارة.

فالبنسبة للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و19 عامًا، يعاني ما يقرب من 20% السمنة، أي نحو 15 مليون طفل،

وتبلغ 12.7% بين الأطفال من عمر عامين إلى 5 أعوام، و22.2% بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عامًا.

إننا نشهد أمراضا تصيب هؤلاء اليافعين بعدما كانت في السابق تصيب البالغين بشكل شبه حصري، ويشمل ذلك حالات ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري من النوع الثاني وأمراض المرارة وانقطاع التنفس في أثناء النوم ومشاكل المفاصل.

وترتبط السمنة عند الأطفال بما يلي: مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب، واحترام أقل للذات، ونوعية حياة أقل، والتعرض للتنمر، والسمنة في مرحلة البلوغ.

عواقب سلبية

تتزايد العواقب السلبية مع تزايد حالات زيادة الوزن والسمنة، بينما تحظى حركة «إيجابية الجسم» بالاهتمام.

«إيجابية الجسم» تعني «حب جسدك».. أنت تهتم بما تحب. هل هذا يجعل زيادة الوزن، أو الانغماس في الذات، سلبية للجسم؟

هناك عدة طرق لاكتشاف ما يعنيه «أن تكون بصحة جيدة» بالنسبة لك جسديًا وعقليًا وعاطفيًا، ويتضمن ذلك تنمية تصور واقعي لجسمك، بما في ذلك عيوبه.

كيف تتقبل جسدك؟

أولا: تدرب على الحديث الإيجابي مع النفس:

1ـ استبدل بالأفكار السلبية تأكيدات إيجابية.

2ـ ركز على نقاط قوتك.

3ـ استخدم عبارات مثل «أنا شجاع» و«جسدي قادر على القيام بأشياء عظيمة».

رابعا: اكتب قائمة الامتنان:

1ـ أدرج الأشياء التي تشعرك بالرضا تجاه جسدك ونفسك.

2ـ حوّل تركيزك من الأفكار السلبية إلى الأفكار الإيجابية.

خامسا: تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات:

1ـ تناول الأطعمة الكاملة التي تجعلك تشعر بالارتياح وتزودك بالطاقة.

2ـ تجنب الأنظمة الغذائية المقيدة.

سادسا: ارتدي الملابس التي تبني الثقة:

1ـ كن مريحًا وجريئًا مع الألوان.

2ـ لا تقلق بشأن متابعة اتجاهات الموضة أو مقاسات معينة.

سابعا: مارس التعاطف مع الذات: عامل نفسك بالتعاطف والحب أنفسهما اللذين تظهرهما لصديقك.