في البداية علينا معرفة أن «الثورة الصناعية» نقلة نوعية في مجال الصناعة، ولنعتبرها «حقبة زمنية» لها سمات وتقنيات محددة، لذلك جمعها مصطلح «الثورة الصناعية»، حتى يتم الاستدلال بها والإشارة إليها بشكل أسرع، وأيضًا كمسمى متعارف عليه.
ولنبدأ بتعريفها وبمراحلها كافة ونعطي كذلك أمثلة لها، وبالطبع سنبدأ بالثورة الصناعية الأولى وهي الحقبة الزمنية التي تم فيها استخدام الميكانيكا مع البخار لتوليد الحركة في المكائن، وكانت من أهم الحقب الزمنية في تاريخ بدء البشرية الاعتماد على الأدوات التي تعمل من تلقاء نفسها. فعلى سبيل المثال القطار الذي يعمل بالبخار أحدث نقلة نوعية في النقل والتوصيل بسرعة كبيرة، مقارنة بالأحصنة والعربات، وكذلك حجم الحمولة التي يستطيع نقلها دون توقف، وكيف دفعت بوتيرة التطور والنقل وتوفر المواد ورفعت الاقتصادات عالميًا.
أما الثورة الصناعية الثانية، فهي حقبة ما بعد اكتشاف النفط وكيف ساعد على توليد الكهرباء عبر مكائن تعمل بالوقود، وهو الذي ساعد الصناعة لتتحول مكائنها إلى الكهرباء، وتعمل المصانع ليلا ونهارا، وأسهم في رفع مستوى الصناعة لتتطور بشكل أكبر.
أما الثورة الصناعية الثالثة وبعد الكهرباء، بدأ استخدام الإلكترونيات في الصناعة، مثل حاسوب مخصص بوظائف وإعطاء أوامر للمكائن بالعمل، وربطها مع مهندسين يعطون أوامر لكل مكائن التصنيع.
أما الثورة الصناعية الرابعة فهي الحاضر الآن، حيث جمعت الطاقة والإلكترونيات، وأضافت إليها التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والروبوت وإنترنت الأشياء والكثير من التقنيات التي نسمع عن تداولها بكثرة حاليًا. وهي نقلة كبيرة ونوعية في التقدم والتطور، ولها تأثير كبير في المجتمعات. فاستخدام التقنيات وتسخيرها في الصناعة ينعكس على كل القطاعات في الاستخدامات وتفعيل دور التقنيات.
فالثورة الصناعية الرابعة تتميز بتقنيات تحليل البيانات، تصنيع دقيق، الربط اللاسلكي عبر اتصال فائق السرعة بين أجهزة المصنع، وربما تربط عدة مصانع في دول عبر الإنترنت. كما أنها تستخدم المستشعرات في خطوط الإنتاج ما يفضي إلى دقة في الإنتاج. كما أنها ترتبط مع قطاعات أخرى كالقطاعات اللوجستية، وتنظيم أساطيل نقل البضائع، وتوفير العدد بحسب الطلب، وتعمل على الأتمتة. كذلك تستخدم تقنيات الحوسبة السحابية، فقد أصبحت أكثر ذكاء وأكثر إنتاجية وكفاءة عالية، وما زلنا نكتشف تقنيات جديدة وندمج تقنيات في عصرنا الحالي نظرًا لفائدتها.
ختامًا يا أصدقائي هل عرفتم لماذا نسمع ونقرأ «تقنيات الثورة الصناعية الرابعة»؟ وما هي؟ وما فوائدها؟