الهجرة في مفهومها العام هي (الانتقال من مكان إلى مكان آخر). وقد تكون هجرة داخلية أو هجرة خارجية (أي داخل الدولة نفسها، بحثاً عن العمل لأنه عادة المدن الرئيسة تتركز فيها الأعمال والفرص والجامعات)، فالهجرة فعل ممارس في جميع دول العالم. فالمراكز تصبح جاذبة للشباب الباحثين عن العمل، وقد تنبهت بعض الدول مثل الصين مثلاً وأنشأت تجمعات صناعية خاصة في المناطق النائية أو المهملة أو غير الجاذبة، لأحيائها وتخفيف الضغط عن المدن الكبرى، وأوجدت حوافز كبيرة لجذب الاسنثمارات والمزايا التي لا يمكن تركها أو تجاهلها، وذلك لتخفيف الضغط على المدن الكبرى المختنقة بالسكان، مثل مدينة شنغهاي التي يسكنها حوالي 30 مليون إنسان.

هذا عن الهجرة الداخلية وهي مشروعة وإن كانت لها عيوب متعدد، ومنها اختلالات وجود السكان، وتركز الاستثمارات في أماكن معينة، وضغط على الخدمات في تلك المدن الرئيسة، كذلك تشتت الأسر وغيرها من العيوب. وهناك الهجرة الخارجية، وهي إما مشروعة أي إن الدولة ترحب بالمهاجرين أصحاب المهن المميزة والتخصصات النادرة، أو بسبب نقص أعداد الشباب، أو أن لديها حاجتها المؤقتة لهم لحدوث طفرة صناعية أو عمرانية أو اقتصادية أو موسمية مثل قطف الثمار في أوروبا، أو في المواسم السياحية أو المناسبات العالمية مثل كأس العالم أو غيرها، ما يضطرها لجلب العمالة وأصحاب الخبرات لفترات مؤقتة للاستفادة منهم.

هذا عن الهجرة الشرعية، أما عن الهجرة غير الشرعية فهي الرحيل من بلد قد يكون بلدك أو بلد عبور إلى بلد آخر بشكل يخرق القوانين المرعية في البلد، والدخول إليها بطريقة غير شرعية، والبقاء فيها دون نظام والعمل بشكل مخالف للقوانين وغير مسموح، أو عدم الخروج منها عند الطلب من العامل المهاجر ذلك.


يبلغ عدد المهاجرين الشرعيين 282 مليون إنسان حول العالم، منهم 51 مليونا في الولايات المتحدة فقط، تليها ألمانيا بعدد 16 مليون مهاجر. وتختلف مسمياتهم عالمياً بين مهاجر ووافد وعامل مؤقت. أما أكثر الدول تصديراً لهم فهي الهند ثم المكسيك.

وفي المقالين التاليين –إن شاء الله– سيكون حديثي حول الهجرة غير الشرعية عالميا، وأثرها في السعوديه وطرق مكافحتها.