صعد هجوم الحوثيون على سفينة نسر جبل طارق، الذي أعلنوا مسؤوليتهم عنه لاحقًا، التوترات التي تجتاح البحر الأحمر بعد الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على المتمردين.

وأدت هجمات الحوثيين إلى اضطراب الشحن العالمي، وسط الحرب التي تخوضها إسرائيل على حماس في قطاع غزة، مستهدفة ممرًا حيويًا يربط شحنات الطاقة والبضائع في آسيا والشرق الأوسط بقناة السويس ثم إلى أوروبا.

حيث أطلق المتمردون الحوثيون صاروخا أصاب سفينة مملوكة للولايات المتحدة قبالة سواحل اليمن في خليج عدن، بعد أقل من يوم من إطلاقهم صاروخ كروز مضاداً للسفن باتجاه مدمرة أمريكية في البحر الأحمر.


مخاطر عالية

كما أصدرت الإدارة البحرية الأمريكية، التابعة لوزارة النقل، تحذيراً من استمرار «درجة عالية من المخاطر على السفن التجارية» التي تسافر بالقرب من اليمن.

وجاء في التحذير: «في حين أن قرار العبور يظل وفقًا لتقدير السفن والشركات الفردية، فمن المستحسن أن تبقى السفن التي تحمل العلم الأمريكي والسفن التجارية المملوكة للولايات المتحدة» بعيدًا عن اليمن في البحر الأحمر وخليج عدن «حتى إشعار آخر».

وعلى الرغم من أن إدارة بايدن وحلفاءها حاولوا تهدئة التوترات في الشرق الأوسط لأسابيع ومنع أي صراع أوسع، فإن الضربات في البحر الأحمر تهدد بإشعال صراع آخر.

ناقلة بضائع

وقالت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، التي تشرف على مياه الشرق الأوسط، إن آخر هجوم وقع على بعد حوالي 110 أميال (177 كيلومترًا) جنوب شرقي عدن. وأضافت أن قبطان السفينة أبلغ أن «جانب الميناء من السفينة أصيب بصاروخ من الأعلى».

وقالت شركتا الأمن الخاصتان أمبري ودرياد جلوبال إن السفينة كانت (نسر جبل طارق Gibraltar Eagle)، وهي ناقلة بضائع ترفع علم جزر مارشال. واعترفت القيادة المركزية للجيش الأمريكي في وقت لاحق بالضربة. وقالت القيادة المركزية: «لم تبلغ السفينة عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة وتواصل رحلتها».

وتبنى المتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع الهجوم في خطاب تلفزيوني مسجل وأضاف أن «القوات المسلحة اليمنية تعتبر كافة السفن والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية المشاركة في العدوان على بلادنا أهدافا معادية».

قناة السويس

والسفينة مملوكة لشركة Eagle Bulk Shipping، وهي شركة مقرها ستامفورد بولاية كونيتيكت يتم تداول أسهمها في بورصة نيويورك. وفي بيان لـAP، قالت الشركة إن الضربة تسببت في «أضرار محدودة في مخزن البضائع لكن (السفينة) مستقرة وتتجه خارج المنطقة».

وقالت الشركة: «تأكد أن جميع البحارة الذين كانوا على متن السفينة لم يصابوا بأذى». «السفينة تحمل شحنة من منتجات الصلب. إن إدارة Eagle Bulk على اتصال وثيق مع جميع السلطات ذات الصلة في ما يتعلق بهذا الأمر.

وأظهرت بيانات التتبع عبر الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أسوشييتد برس أن السفينة Eagle Gibraltar كانت متجهة إلى قناة السويس، لكنها عادت بسرعة وقت الهجوم.

وقالت القيادة المركزية، إنها رصدت إطلاق صاروخ باليستي منفصل مضاد للسفن باتجاه جنوب البحر الأحمر، الإثنين، رغم أنه «فشل في الطيران وسقط على الأرض في اليمن».