لا يبالي علي البشري بزحمة الطريق إلى عقبة ضلع التي بدأت تكتظ بالسياح. فهو وسواه من أهالي منطقة عسير وبخاصة أبها وخميس مشيط، ينتظرون حلول موسم البرد كل عام ليتقاطروا في اتجاه العقبة المنخفضة، طلبا للدفء والتنزه علما أنها تفتقر إلى متنزهات مؤهلة تناسب السياح والعائلات وكذلك محفوفة بمخاطر تعرضها لسيول مفاجئة نتيجة لتبدل سريع في الأحوال الجوية.

ويقول البشري وهو موظف حكومي، أثناء انهماكه مع زملائه في إعداد الطعام لتعبق رائحته مع روائح المضغوط والشواء والشاي على الجمر في المكان وتتسلل في جنبات جبال العقبة ووديانها، إنهم اعتادوا على النزول إلى العقبة بمعدل ليلة كل أسبوع، والدفء هو العامل الأكبر لجذبهم وتشجيعهم على التنزه هنا.

وغالبية قاصدي العقبة من الموظفين وطلاب الجامعات، ويتوزعون في جلساتهم على المطاعم المنتشرة على امتداد طريق العقبة، فيما يفضل آخرون إعداد وجباتهم بأنفسهم، وسط تواجد الباعة المتجولين الذين يوفرون مستلزمات الرحلات والفواكه والخضراوات والفحم ومواقد طهو الطعام والأواني وغير ذلك الكثير.

أما المعلم فيصل الشهري، فيرى أن عقبة ضلع تمثل بالنسبة إلى كثيرين مكانا ملائما للاستمتاع بالطبيعة، وهي المقصد شبه الوحيد لمعظم سكان أبها وخميس مشيط بخاصة في موسم الشتاء، نظرا لقربها وتوافر الجلسات والأطعمة الشعبية المختلفة فيها، موضحا أن المنطقة تشهد ازدحاما أكبر في نهاية الأسبوع.

ويعتبر الشهراني أن كثافة أعداد قاصدي عقبة ضلع، تتطلب من الجهات المعنية تكثيف جهودها لمراقبة أوضاع المطاعم من الناحية الصحية ومراقبة الطريق من قبل دوريات المرور، ناصحا المتنزهين بالابتعاد عن مجاري الأودية والمحافظة على صحة البيئة.

ولا يخفى على زائر العقبة التواجد الأمني وزيادة عدد دوريات الشرطة عن المعتاد في بقية أيام السنة، من أجل مساعدة الأهالي والسياح، وحفظ الأمن، والتبليغ عن أي طارئ خاصة في ظل اشتهار المنطقة بالتغير المناخي المفاجئ، حيث يتحول الطقس فجأة من مشمس إلى ماطر، مما قد يسبب بعض السيول الجارفة والخطيرة، وفق ما أكده لـ"الوطن" مدير إدارة مرور منطقة عسير العميد سعيد بن علي مزهر. وقال: إنه يتم تكثيف الدوريات المرورية بحلول موسم الشتاء في عقبة ضلع بشكل أكبر مما هو عليه الحال في بقية أيام السنة الأخرى".

من جهته، يؤكد أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل في تصريح إلى "الوطن" أن الأمانة يهمها إلى درجة كبيرة إيجاد متنفس لأهالي عسير، ومن حق الأهالي أن تكون لديهم متنزهات بمستوى عال جدا، مشيرا إلى أن الأمانة ومديرية الزراعة ستعملان كفريق واحد لإيجاد مواقع تقام عليها متنزهات، في مواقع مختلفة ومن ضمنها ضلع، إذ إن تناثر العائلات في الأودية أمر غير مقبول.