سجلت مدينة بريدة الجمعة الماضي حدثا «مناخيا» غير معتاد، تمثل في سقوط أكوام «برد» بكثافة عالية، ومع التوقعات بهطول «برديات» وثلوج خلال الأيام القليلة المقبلة على مناطق المملكة، اقترح مختصون في هندسة أنظمة التصريف خططا للتعامل مع كميات البرد والثلوج، وقسمها بعضهم على مرحلتين، وذلك للحد من المخاطر التي يمكن أن تنجم عنها، وتخفيفها إلى أقصى قدر ممكن.

مرحلتان للتعامل

يرى الخبير الهندسي، المتخصص في نظام تصريف السيول المهندس صالح الزهراني، أن التعامل مع الظروف المناخية التي تشهد هطول البرد والثلج الكثيفين، يتم عبر مرحلتين:


المرحلة الأولى:

في حالات الصقيع

هي المرحلة التي تلي تساقط الثلوج والبرد مباشرة، حيث يتم التعامل معها من خلال إزاحتها عن الطرق، وفتح إغلاقات الحركة المرورية الناتجة عنها، وتُستخدم في ذلك معدات متخصصة، تقوم بتجميع أكوام الثلوج، ودفعها خارج حرم الطريق بواسطة نظام ميكانيكي، كما يمكن استخدام الجرافات العادية لمثل هذا الغرض، لكنها قد تحتاج إلى وقت أطول لإتمام العمل.

وفي هذه المرحلة، يُنصح بتجنب الخروج، وعدم قيادة المركبات إلا في الحالات الطارئة لاجتناب خطر الحوادث.

وتبذل الجهات ذات العلاقة جهودًا حثيثة للتوعية والتنبيه بالمخاطر التي تصاحب هذه المرحلة، كما يُنصح أصحاب المركبات في المناطق التي تشهد مثل هذه الظواهر المناخية، بأن يختاروا إطارات مناسبة لمركباتهم، بحيث يكون معدل احتكاكها مرتفعا، بحيث يقلل خطر الانزلاق، كما يمكن إضافة شبكة من السلاسل تحيط بالإطارات لزيادة الاحتكاك، ولكن مثل هذه الإضافات تكون في حالات الصقيع فقط.

المرحلة الثانية:

أسطح المباني

تتمثل المرحلة الثانية بتلك المرحلة تلي تساقط الثلوج وتعقبها بساعات، حيث يبدأ البرد والثلج بالذوبان والعودة للحالة السائلة، وفي هذه المرحلة تقوم شبكة تصريف مياه الأمطار بدورها في تصريف المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج والحد من تجمعها.

والتعامل مع مثل هذه الحالات غالبًا ما ينحصر في إزاحة الثلوج، ومنح فتح الطرق الأولوية، إضافة إلى أن هناك أعمالا إضافية يتم القيام بها في حالات الصقيع على سبيل المثال، ومنها إذابة الصقيع عن كيابل التمديدات الكهربائية المعلقة للحد من تأثير الصقيع على نقل التيار الكهربائي، وإزالة أكوام الثلوج من أسطح المباني لتخفيف الأحمال الإضافية على المباني.

الظروف المناخية الباردة

أبان الزهراني أن الظروف المناخية الباردة التي يصحبها تساقط الثلوج والبرد من الظروف المؤثرة سلبا وبشكل مباشر على شبكة الطرق والحركة المرورية، مشيراً إلى أن المملكة شهدت أخيرًا مثل هذه الظواهر الطبيعية التي تعد أمرًا غير معتاد في بيئتنا ذات المناخ الحار، داعيا إلى أهمية تجهيز البنية التحتية في المدن لمواجهة هذه المتغيرات المناخية.

تأمين المباني

بدوره، أكد المهندس بندر الزنيد أنه فيما يتعلق بالبنية التحتية، يكون نظام التصريف ذا أهمية بالغة، ويجب أن يكون تصميمه فعّالًا لتصريف المياه، وأن يتم التحقق المنتظم لضمان استمرار سلامة هذا النظام، أو تحسين الأنظمة من خلال مضخات الدفع والمعدات للتدخل السريع أثناء الطوارئ وارتفاع منسوب المياه.

ولفت إلى أن عدم وجود نظام تصريف فعّال قد يؤدي إلى تراكمات البرد حول المبنى، ما قد يسبب مشاكل كبيرة مثل تسرب المياه إلى الداخل أو حصول هبوط في المباني.

وبين أنه في ظل الظروف الجوية الباردة التي تشهد تساقطًا كثيفًا للبرد، يصبح تأمين المباني ضرورة حيوية للحفاظ على سلامتها وأدائها الأمثل.

توصيات هامة لسلامة المباني في الحالات المطرية المحملة بالبرد

1ـ تصميم الأسقف:

ضمان تصميم سقف يتحمل بفعالية وزن البرد الكثيف، مما يحد من فرص التلف والتسريبات.

2ـ نظام التصريف:

توفير نظام فعّال لتصريف مياه البَرَد بعيدًا عن المبنى ومنع تراكمات البرد التي قد تسبب ضغطًا غير مرغوب على الهيكل.

3ـ فحص زجاج النوافذ و المناور:

التأكد من سلامة الزجاج والعازل يسهم في الحفاظ على درجة حرارة مستقرة داخل المبنى.

يقلل من فرص تكوّن الصقيع على الزجاج وتهشمه.

4ـ الحرص على تنظيف الأسقف:

إجراء عمليات تنظيف دورية للأسقف من الأوساخ العالقة والبرد لمنع التراكمات الضارة.

5ـ متابعة التوجيهات الهندسية:

الامتثال للمعايير الهندسية للمباني والكود السعودي لتعزيز سلامة المباني في ظروف البرد الشديد