حققت المملكة الريادة في حماية البيئة من خلال طرحها مبادرات محلية ودولية تعتمد على الطاقة النظيفة، وتسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، ومن أهمها مبادرتا السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللتان تؤكدان الالتزام السعودي بجهود الاستدامة الدولية، وتسهمان في زيادة قدرات المنطقة على حماية الأرض من خلال وضع خطة ذات معالم واضحة تعمل على تحقيق جميع المستهدفات العالمية.

وبهدف دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وحماية الأرض والطبيعة، وتكثيف الغطاء النباتي، أصدر مجلس الوزراء، الثلاثاء المنصرم، قرارا بتشكيل مجلس أمناء لمؤسسة المبادرة الخضراء برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وعضوية كل من: وزير الطاقة، ووزير الخارجية، ووزير البيئة والمياه والزراعة، ومبعوث شؤون المناخ، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، والمستشار بالديوان الملكي الدكتور فهد بن عبدالله تونسي، والمستشار بالديوان الملكي عبدالعزيز بن إسماعيل طرابزوني أمينا للمجلس.

مستهدفات عالمية


تضاف مؤسسة المبادرة الخضراء - بعد تشكيل مجلس أمنائها - إلى المشاريع والمبادرات الهادفة دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وحماية الأرض والطبيعة. وبصفتها من أهم الدول المنتجة للطاقة في العالم، تلتزم المملكة بالإسهام الفعال في الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ، إذ سبق أن أعلن ولي العهد خطط الدولة لتحقيق أهداف الحياد الصفري بحلول 2060 من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون. وسيسهم هذا الهدف الطموح والنهج المستدام، بشكل كبير، في تحقيق المستهدفات العالمية لمكافحة التغير المناخي، وتسريع رحلة المملكة للتحول إلى الطاقة النظيفة.

وتلعب المملكة دورا رائدا في تقليل آثار التغير المناخي والانبعاثات الكربونية. وبالنظر إلى مواردها وخبراتها الغنية في إدارة استقرار الطاقة عالميا، تعد مؤهلة لقيادة حقبة جديدة من العمل المناخي، والإسهام بشكل كبير في الجهود العالمية لتقليل الانبعاثات الكربونية.

جودة الحياة

تسعى مبادرة السعودية الخضراء إلى تحقيق أهداف الاستدامة في المملكة من خلال الإشراف على جميع جهود المملكة، وتوحيدها لمكافحة تغير المناخ تحت مظلة واحدة وبأهداف واضحة، وتوحيد جهود القطاعين الحكومي والخاص، لتحديد ودعم فرص التعاون والابتكار، فضلا عن تعزيز الاقتصاد الأخضر، حيث تمثل الحزمة الأولى التي تضم أكثر من 60 مبادرة ومشروعا جديدا تم إعلانها في إطار مبادرة السعودية الخضراء في 2021 استثمارا مهما بأكثر من 700 مليار ريال، إلى جانب تسريع الانتقال الأخضر، والاضطلاع بدور رائد عالميا في تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، بالإضافة إلى رفع مستوى جودة الحياة، وحماية البيئة للأجيال الوطنية القادمة.

تنمية مستدامة

تعد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مسعىً إقليميا تقوده المملكة للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ على المنطقة عبر العمل المشترك لتحقيق أهداف العمل المناخي العالمي من خلال توسيع التعاون الإقليمي، وإنشاء بنية تحتية كفيلة بخفض الانبعاثات وحماية البيئة. ويمكن لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر أن تحقق نجاحا كبيرا في المعركة العالمية ضد تغير المناخ.

وباعتماد مبدأ كوكب الأرض أولا، تتيح مبادرة الشرق الأوسط الأخضر إحداث أثر إيجابي يتجاوز مجال البيئة، ويسهم في خلق فرص اقتصادية ضخمة. كما ستؤدي التنمية المستدامة الناجمة عنها إلى دفع عجلة التنويع الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في عموم المنطقة، ما يعود بالنفع على الأجيال المقبلة، ويفتح الآفاق أمام المستقبل الأخضر.

صحاري وغابات

وأبرزت مبادرة السعودية الخضراء جهود المملكة في حماية التنوع البيولوجي بالمناطق البرية والبحرية، حيث تحتضن المملكة مجموعة متنوعة من النظم البيئية وآلاف الأنواع المستوطنة، كونها من الدول التي تتميز بطبيعتها الخلابة والمتنوعة.

والتزمت المملكة في إطار مبادرة السعودية الخضراء بحماية 30% من مناطقها البرية والبحرية، وتعمل بالشراكة مع منظمات دولية رائدة مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) على حماية واستعادة أنظمتها البيئية ومساحاتها الطبيعية الساحرة.

وأعلنت المملكة أنها ستحقق هدف المبادرة، المتمثل في تحويل 30% من مناطقها البرية والبحرية إلى محميات طبيعية، بحلول 2030، بينما تغطي المحميات الطبيعية في المملكة مجموعة متنوعة من المناطق الجغرافية، بما في ذلك الصحاري والغابات والجبال والمناطق الساحلية.

كما تعمل المملكة على إنشاء شبكة المناطق المحمية في محافظة العلا بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

وتعمل أيضا مؤسسة «باء» على الحفاظ على 38 مليون متر مربع من صحراء النفود بحلول 2025، وستسهم هذه الخطوة في إطلاق العديد من الحيوانات المحلية، وتأسيس مشروع تجريبي للزراعة المستدامة.

بينما يعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على إكثار وإعادة توطين الأنواع المستوطنة المهددة بالانقراض في 10-15 موقعا كل عام، حيث أطلق المركز في العام الماضي أكثر من 1200 حيوان مهدد بالانقراض في الطبيعة.

أهداف للسعودية الخضراء

- توحيد جهود مكافحة تغير المناخ تحت مظلة واحدة

- دعم فرص التعاون والابتكار بين القطاعين الحكومي والخاص

- تعزيز الاقتصاد الأخضر

- 60 مبادرة ومشروعا جديدا

- استثمار 700 مليار ريال

- تسريع الانتقال الأخضر

- الاضطلاع بدور رائد عالميا في الاقتصاد الدائري للكربون

- رفع مستوى جودة الحياة وحماية البيئة