وكأن 2023 عامًا وفيًا كريمًا، قد أبى أن يمضي قبل أن يزف إلينا بشرى بدء الظهور اللافت لمدن المملكة عالميًا في مجال جودة الحياة؛ وبدء تحقيق هدف رؤية المملكة 2030 بإدراج ثلاث مدن سعودية ضمن قائمة أفضل مئة مدينة في العالم بحلول 2030. فقد صدر للتو تصنيف Numbeo العالمي لمؤشر جودة الحياة في مدن العالم لعام 2023، ((Quality of Life Index by City 2023. يعتمد هذا التصنيف على أكبر قاعدة بيانات لتكاليف المعيشة وجودة الحياة في العالم، ذات مصادر جماعية لبيانات جودة الحياة تشمل: مؤشرات الإسكان، ومعدلات الجريمة، وجودة الرعاية الصحية، وجودة النقل، وإحصاءات أخرى. وتعتمد على بياناته العديد من الجهات البحثية والصحفية العالمية، مثل: Business Insider, The Economist, Financial Times, Forbes.

وفي هذا التصنيف، لعام، 2023، جاءت مدينتا جدة والرياض ضمن قائمة أفضل مئة مدينة في العالم من حيث جودة الحياة، وفي الترتيب 90 و92 على التوالي. وطبقًا لهذا التصنيف، فقد جاءت المدينتين في ترتيب يسبق لوس أنجلوس (106)، نيويورك (112)، ولندن (127) وباريس (133)، روما (138)، موسكو (153)، إسطنبول (162)، وبكين (168)؛ وجميعهم خارج قائمة المئة مدينة الأولى. كما أن المدينتين السعوديتين قد جاءتا قبل بروكسل (93)، وتورونتو (95)، من داخل قائمة المئة.

أما عن أسباب هذا الترتيب المتقدم للمدينتين السعوديتين، فقد أظهرت قاعدة بيانات Numbeo تميز المدينتين في مؤشرات القدرة الشرائية، والأمن، والرعاية الصحية، وهي من المؤشرات الأساسية في قياس جودة الحياة؛ وذلك على النحو التالي:


- فمن حيث مؤشر القدرة الشرائية، حصلت الرياض على 93.2، وجدة على 88.9؛ وقد جاءتا في مركز متقدم على كل من: باريس (76.2)، لندن (83)، سنغافورا (85.9)، طوكيو (88.7)، سيدني (87.7)، دبلن (71.4)، وكانبيرا (69.1).

- أما في مؤشر الأمن، فقد تميزت المدينتين السعوديتين بشكلٍ كبيرٍ ومذهل. فبينما حصلت الرياض على (73.8)، وجدة على (72.5) في هذا المؤشر، فلم تحصل «واشنطن» إلا على (40.2)، باريس (42.9)، لندن (46.1)، نيويورك (50.5)، برلين (56.5)، جينيف (69.4)، لكسمبورج (72). وهو ما يعكس الدور الإيجابي للخصائص الاجتماعية والقيم الثقافية السائدة في المجتمع السعودي في إرساء حالة الأمن والطمأنينة في البيئة العمرانية في جميع المدن السعودية.

- وفيما يتعلق بمؤشر الرعاية الصحية، فقد حصلت الرياض على (64.6)، وجاءت متقدمة على كل من: روما (60.5)، نيويورك (62.4)، مونتريال (63)، لوس أنجلوس (62.2)، ميامي (63.4)، وسان فرانسيسكو (64). كما أن مدينة جدة قد حصلت على (60.1)، وجاءت متقدمة على كل من: دبلن (51.5)، لاس فيجاس (54.5)، أثينا (56.7)، كييف (57.8)، وارسو (59.7).

الأهم، أنه طبقًا لهذا التصنيف العالمي الحديث، فقد أخذت المملكة العربية السعودية مكانًا متقدمًا في جودة الحياة مقارنة بباقي دول مجموعة العشرين. فبينما هناك مدينتين من المملكة العربية السعودية ضمن قائمة المئة مدينة الأولى من حيث جودة الحياة العالم، فإن دولًا مثل اليابان وتركيا والهند وجنوب أفريقيا ليس لها سوى مدينة واحدة في هذه القائمة. كما إن فرنسا وإيطاليا وروسيا قد جاءت خارج هذه القائمة. الأمر الذي يشير إلى بدء الظهور اللافت لمدن المملكة عالميًا، وبدء جني ثمار التوجهات العمرانية الرشيدة لرؤية المملكة 2030.