وفي هذا التصنيف، لعام، 2023، جاءت مدينتا جدة والرياض ضمن قائمة أفضل مئة مدينة في العالم من حيث جودة الحياة، وفي الترتيب 90 و92 على التوالي. وطبقًا لهذا التصنيف، فقد جاءت المدينتين في ترتيب يسبق لوس أنجلوس (106)، نيويورك (112)، ولندن (127) وباريس (133)، روما (138)، موسكو (153)، إسطنبول (162)، وبكين (168)؛ وجميعهم خارج قائمة المئة مدينة الأولى. كما أن المدينتين السعوديتين قد جاءتا قبل بروكسل (93)، وتورونتو (95)، من داخل قائمة المئة.
أما عن أسباب هذا الترتيب المتقدم للمدينتين السعوديتين، فقد أظهرت قاعدة بيانات Numbeo تميز المدينتين في مؤشرات القدرة الشرائية، والأمن، والرعاية الصحية، وهي من المؤشرات الأساسية في قياس جودة الحياة؛ وذلك على النحو التالي:
- فمن حيث مؤشر القدرة الشرائية، حصلت الرياض على 93.2، وجدة على 88.9؛ وقد جاءتا في مركز متقدم على كل من: باريس (76.2)، لندن (83)، سنغافورا (85.9)، طوكيو (88.7)، سيدني (87.7)، دبلن (71.4)، وكانبيرا (69.1).
- أما في مؤشر الأمن، فقد تميزت المدينتين السعوديتين بشكلٍ كبيرٍ ومذهل. فبينما حصلت الرياض على (73.8)، وجدة على (72.5) في هذا المؤشر، فلم تحصل «واشنطن» إلا على (40.2)، باريس (42.9)، لندن (46.1)، نيويورك (50.5)، برلين (56.5)، جينيف (69.4)، لكسمبورج (72). وهو ما يعكس الدور الإيجابي للخصائص الاجتماعية والقيم الثقافية السائدة في المجتمع السعودي في إرساء حالة الأمن والطمأنينة في البيئة العمرانية في جميع المدن السعودية.
- وفيما يتعلق بمؤشر الرعاية الصحية، فقد حصلت الرياض على (64.6)، وجاءت متقدمة على كل من: روما (60.5)، نيويورك (62.4)، مونتريال (63)، لوس أنجلوس (62.2)، ميامي (63.4)، وسان فرانسيسكو (64). كما أن مدينة جدة قد حصلت على (60.1)، وجاءت متقدمة على كل من: دبلن (51.5)، لاس فيجاس (54.5)، أثينا (56.7)، كييف (57.8)، وارسو (59.7).
الأهم، أنه طبقًا لهذا التصنيف العالمي الحديث، فقد أخذت المملكة العربية السعودية مكانًا متقدمًا في جودة الحياة مقارنة بباقي دول مجموعة العشرين. فبينما هناك مدينتين من المملكة العربية السعودية ضمن قائمة المئة مدينة الأولى من حيث جودة الحياة العالم، فإن دولًا مثل اليابان وتركيا والهند وجنوب أفريقيا ليس لها سوى مدينة واحدة في هذه القائمة. كما إن فرنسا وإيطاليا وروسيا قد جاءت خارج هذه القائمة. الأمر الذي يشير إلى بدء الظهور اللافت لمدن المملكة عالميًا، وبدء جني ثمار التوجهات العمرانية الرشيدة لرؤية المملكة 2030.