بينما قالت إسرائيل إنها ستواصل هجومها الجوي والبري غير المسبوق حتى تفكك حماس، وهو هدف يرى البعض أنه بعيد المنال بسبب الجذور العميقة للجماعة المسلحة في المجتمع الفلسطيني، في حين تحمى الولايات المتحدة إسرائيل دبلوماسيا، وتواصل تزويدها بالأسلحة.
وتقول إسرائيل إن إنهاء الحرب الآن سيعني انتصار حماس، وهو الموقف الذي تشاركها فيه إدارة بايدن.
الأسلحة الأمريكية
وقالت وزارة الخارجية إن وزيرها أنتوني بلينكن أبلغ الكونغرس بأنه وافق على بيع معدات بقيمة 147.5 مليون دولار، بما في ذلك الصمامات والشحنات والبادئات اللازمة لقذائف 155 ملم التي اشترتها إسرائيل سابقًا.
وهذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي تتخطى فيها إدارة بايدن الكونغرس، وتوافق مباشرة على بيع أسلحة طارئة لإسرائيل. وأشارت الوزارة إلى «الحاجة الملحة للاحتياجات الدفاعية لإسرائيل» كسبب للموافقة.
واتخذ بلينكن قرارا مماثلا في 9 ديسمبر بالموافقة على بيع ما يقرب من 14 ألف طلقة من ذخيرة الدبابات لإسرائيل، تبلغ قيمتها أكثر من 106 ملايين دولار.
وتأتي كلتا الخطوتين في الوقت الذي لا يزال فيه طلب الرئيس جو بايدن، للحصول على حزمة مساعدات بـ106 مليارات دولار تقريبًا لأوكرانيا وإسرائيل واحتياجات الأمن القومي الأخرى، متوقفا في الكونغرس، وسط جدل حول سياسة الهجرة الأمريكية وأمن الحدود.
مدينة رفح
ومع توغل القوات الإسرائيلية في خان يونس ومخيمات وسط غزة، تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مدينة رفح المزدحمة بالفعل في أقصى جنوب غزة في الأيام الأخيرة.
وأظهرت لقطات، التقطتها طائرات بدون طيار، مخيما واسعا يضم آلاف الخيام والأكواخ المؤقتة المقامة على أرض فارغة على المشارف الغربية لرفح بجوار مستودعات الأمم المتحدة، بعدما وصل الناس إليها بالشاحنات والعربات وعلى الأقدام. أما أولئك الذين لم يجدوا مكانا في الملاجئ المكتظة بالفعل، فقد أقاموا خيما على جوانب الطرق التي غمرها الطين بسبب أمطار الشتاء.
صعوبات المساعدات
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أنه بعد مرور أكثر من أسبوع على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي دعا إلى توصيل المساعدات على نطاق واسع دون عوائق في جميع أنحاء قطاع غزة المحاصر، فإن الأوضاع ازدادت سوءا.
وقال مسؤولو الإغاثة إن المساعدات التي تدخل غزة لا تزال غير كافية على الإطلاق. وأضافوا أن توزيع البضائع يتعرقل بسبب التأخير الطويل في معبرين حدوديين، والقتال المستمر، والغارات الجوية الإسرائيلية، والانقطاع المتكرر لخدمات الإنترنت والهاتف، وانهيار القانون والنظام الذي يجعل من الصعب تأمين قوافل المساعدات.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن جميع السكان تقريبا يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية الخارجية. ويعاني ربع السكان المجاعة، لأن عددا قليلا جدا من الشاحنات تدخل محملة بالأغذية والأدوية والوقود وغيرها من الإمدادات، وأحيانا أقل من 100 شاحنة يوميا، وفقا لتقارير الأمم المتحدة اليومية.
بينما قال مراقبو الأمم المتحدة إن العمليات عند معبر كرم أبو سالم، الذي تديره إسرائيل، توقفت أربعة أيام هذا الأسبوع بسبب حوادث أمنية مثل غارة بطائرة بدون طيار، والاستيلاء على المساعدات من قِبل سكان غزة اليائسين.
وأضافوا أن المعبر أعيد فتحه يوم الجمعة، وأن ما مجموعه 81 شاحنة مساعدات دخلت غزة عبر معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح على الحدود المصرية، وهو جزء صغير من الحجم المعتاد قبل الحرب، البالغ 500 شاحنة يوميًا.
البحث عن مأوى
وأدت الحرب إلى نزوح نحو %85 من سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ما رفع من أعداد الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى في المناطق الآمنة التي حددتها إسرائيل، والتي قصفها جيشها أيضًا. وقد ترك ذلك لدى الفلسطينيين شعورا مروعا بأنه لا يوجد مكان آمن.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب ارتفع إلى 21.672، بالإضافة إلى 56.165 جريحا خلال الفترة نفسه. وأضاف المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن 165 شخصا قتلوا خلال 24 ساعة فقط.
وتم الإبلاغ عن بعض الوفيات الأخيرة عندما استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مخيمي اللاجئين في النصيرات والبريج خلال الليل.
بينما حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من خطورة الوضع الصحي لنحو 50 ألف امرأة حامل نزحن لمراكز الإيواء التابعة لـ«أونروا» في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي الذي دمر مدن ومخيمات وقرى بكاملها منذ بدء العدوان على القطاع، والمستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي.
أسباب تعثر المساعدات التي تدخل غزة
التأخير الطويل في معبرين حدوديين
القتال المستمر والغارات الجوية الإسرائيلية
الانقطاع المتكرر لخدمات الإنترنت والهاتف
انهيار القانون والنظام الذي يجعل من الصعب تأمين قوافل المساعدات