بمجرد سماع الخصائص الحيوية، قد يتبادر لذهن البعض أنها متعلقة بالصحة الجسدية والفحص الطبي، إلا أنها تتعلق بنوع آخر من التقنيات، التي تعتمد على شفرات بالجسم مثل بصمات العين أو الإصبع أو الصوت وغيرها من التقنيات، التي ربما شاهدنا كثيرا منها في أفلام الخيال العلمي، ولكنها اليوم أصبحت حقيقة وقد تكون استخداماتها أكثر بكثير في المستقبل، وأبسط مثال هو بصمة الإصبع أو بصمة الوجه في جوالك، وأيضًا عند تسجيل الحضور والانصراف للموظف.

تتسم تقنيات الخصائص الحيوية بأنها شفرات تميز كل شخص عن آخر، وستجعلك كأنك تحمل معك شفرة خاصة بك أو كودا بمجرد استخدامه ستتمكن من تخطي كلمة المرور.

فمع تطور التقنيات الناشئة في هذا المجال كان هنالك ثلاث تفريعات الأولى «شيء تملكه» مثل بطاقة ائتمانية، و«شيء تعرفه» مثل كلمة المرور، و«شيء خاص بك» مثل خصائصك الحيوية.


حيث بدأت كثير من الشركات في تبني تقنيات الخصائص الحيوية، التي تركز على بناء مستشعرات تقرأ الخواص الفيزيائية وتحولها إلى شفرة وتكون بديلًا عن كلمة المرور، حيث تبحث بعض الشركات عن تطوير أدوات تجعلها تتخلى عن كلمة المرور، وحاليا توجد شركات صرحت بالمضي في هذا الشأن، نظرًا لأن كلمات المرور ربما يمكن التنبؤ بها في حال اختراقها، ومع تغييرها قد ينسى صاحب الحساب آخر كلمة مرور حدثها، ولكن ماذا عن الأمان فيها؟ قد يجد البعض مخاوف من استخدام البصمة الشخصية في مواقع، بالطبع الموضوع يختلف إذا كانت البصمة مخزنة بداخل هاتفك لغرض فتح هاتفك بعكس إذا كانت شفرة موجودة على موقع بالإنترنت مخزنة، وهذا ما يجعل هناك تحديا في قبولها عند خبراء الأمن السيبراني وضمان أن هذه التقنيات محكمة الغلق والوصول لها يصعب ويحتاج إلى عدة طبقات لتشفيرها وضبط طرق استخداماتها واشتراطاتها.

وتطورت تقنيات الخصائص الحيوية لقياس بصمة الوجه، وحجم اليد، وبصمة الإصبع، وبصمة العين، وبصمة الصوت، وهو عالم واسع فيه تطورات نشهدها كل يوم لدرجة أنها تتعرف على الفرق بين إذا كنت تريد خداعها عبر وضع صورة وجه شخص أمام المستشعر والفرق بين الوجه الحقيقي، إذ إنها تقيس الوجه والعمق في تقاسيم الوجه والقياسات الكاملة عبر مستشعرات متطورة، وهذا ما يجعلها أكثر دقة في النتائج، وهي ما تحدثنا عنها وهو شيء خاص بك وتملكه أنت وحدك ويميزك عن الآخرين، بل لن تحتاج لتغييره بين فترات ولنأخذ مثالا: قد تحتاج فقط للذهاب لتصفح بريدك الإلكتروني وتكتب بريدك الإلكتروني من ثم سيسألك الموقع عن كلمة المرور أو القياسات الحيوية وستقوم بوضع بصمة إصبعك وسيفتح بريدك مباشرة لتتصفحه.

كما أن أحد فروعها هو سلوكك! يقوم الموقع من متابعة طريقة كتابتك لكلمة المرور مثل طرق الباب، هنالك أشخاص تعرفهم فقط من طريقة طرقهم للباب، وهو تمامًا مثلها، كيف طرقت بأصابعك على لوحة المفاتيح، وكذلك تقنيات تطلب منك رسم توقيعك وتتحقق من سلوكك في كتابتها.

نعيش الآن في ثورة تقنية غير مسبوقة، والعالم اليوم مليء بالفرص في الفضاء السيبراني وستظل التقنية تبهرنا كل يوم.