مدفوعًا بالطلب المحلي واتجاهات السياحة الطبية الإقليمية، تشهد الرعاية الصحية في المملكة تحركًا تصاعديًا، حيث يتوقع أن تصل الإيرادات إلى 1.25 مليار ريال هذا العام.
ومع ذلك، وفقًا لتقدير جديد، ستحتاج المملكة إلى 175 ألف طبيب وممرضة، وغيرهم من المهنيين الطبيين بحلول 2030 لمعالجة النقص وتلبية احتياجات الرعاية الصحية.
احتياجات متزايدة
أدت الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها الحكومة في البنية التحتية للرعاية الصحية والابتكار التكنولوجي والارتقاء التعليمي إلى خلق مناخ مهيأ للمواهب الشابة للمغامرة في مجموعة من أدوار الرعاية الصحية.
تعمل التطورات في التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتطبيب عن بعد، وتحليلات البيانات، على تغيير طريقة تقديم خدمات الرعاية الصحية، وتحسين نتائج المرضى، وزيادة الكفاءة، ونتيجة لذلك تظهر فرص وظيفية جديدة، الأمر الذي يتطلب مزيجًا من المهارات التقنية وخبرة الرعاية الصحية.
تحول سريع
يتحول الطلب على المهارات في القوى العاملة في المملكة بسرعة من الدراسات التقليدية في العلوم الإنسانية والعلوم السلوكية إلى موضوعات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وتكتسب دراسات التنمية شعبية بالتزامن مع أجندة التحول الاقتصادي في المملكة في رؤية 2030، والطلب المتغير في السوق.
وحين يتعلق الأمر بالحصول على رعاية صحية عالية الجودة، فإن أفضل المرافق الطبية المزودة بأحدث المعدات الطبية لن تكون كافية دون وجود عنصر بشري مؤهل، وسيكون الطلب أعلى كجزء من حملة السعودة في قطاع الرعاية الصحية، حيث يجب شغل غالبية هذه الوظائف من قبل المواطنين السعوديين.
%73 من القوى العاملة الحالية في مجال الرعاية الصحية في المملكة هم أجانب، لذا فإن جذب المواهب السعودية الشابة إلى هذه المهن أمر بالغ الأهمية لنمو القطاع.
تقنيات جديدة
مع اعتماد المملكة تقنيات طبية جديدة، يمكن لبرامج التدريب والدورات القصيرة أن تسد فجوة المهارات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات، والطب الآلي، وتسلسل الجينوم، وغيرها من التقنيات الصحية المتطورة.
منذ 2021، استثمرت المملكة 14.6 مليار ريال في البحث والتطوير، وفي مجموعات التكنولوجيا الحيوية الحديثة مثل برنامج الجينوم البشري السعودي، والشبكة السعودية للتجارب السريرية.
ويساعد حجم الاستثمار والتطوير التنظيمي الذي تم تنفيذه بالفعل في المملكة بالفعل على تبسيط قدرة البلاد على إجراء التجارب والاختبارات وأخلاقيات علم الأحياء، كما أن النظام البيئي التعليمي السعودي في الطليعة.
أبحاث إستراتيجية
تُظهر الأبحاث الإستراتيجية أن 47% من الوظائف المبتدئة في العلوم الحيوية تتطلب درجات علمية متقدمة، مقارنة بـ27% في الصناعات الأخرى، وهذا الحاجز الكبير أمام الدخول قد يثني الشباب عن استكشاف الوظائف في هذا المجال.
يشير البحث إلى أن هناك تركيزًا محدودًا على مجموعات المهارات المطلوبة للحفاظ على قطاع الرعاية الصحية القائم على التكنولوجيا. ولتلبية هذا الطلب المتزايد، قد تحتاج المملكة إلى توجيه استثمارات كبيرة نحو تعزيز التعليم على مستوى عالمي، وخاصة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
تعاون تعليمي صناعي
لإعداد الشباب لمهن الرعاية الصحية القائمة على التكنولوجيا، يعد التعاون بين المؤسسات التعليمية والصناعة أمرًا بالغ الأهمية، يمكن لشركات الرعاية الصحية أن تتعاون مع الجامعات ومراكز التدريب المهني لتطوير برامج متخصصة تزود الطلاب بالمهارات والمعرفة اللازمة. ويجب أن تتضمن هذه البرامج التدريب العملي، والتدريب الداخلي، وفرص الإرشاد لسد الفجوة بين التعلم الأكاديمي والممارسة في العالم الحقيقي.
مستقبل الوظائف
يكمن مستقبل وظائف الرعاية الصحية في المملكة في التقاطع بين التكنولوجيا وخبرة الرعاية الصحية. وبينما تسعى الدولة لتحقيق أهداف رؤية 2030، هناك حاجة ملحة لتمكين الشباب وإعدادهم لأدوار الرعاية الصحية القائمة على التكنولوجيا، ومن خلال الاستثمار في التعليم، وتعزيز المعرفة الرقمية، وتوفير الإرشاد، وخلق بيئة عمل داعمة، يمكن لشركات الرعاية الصحية تمكين المهنيين الشباب من النجاح في هذا القطاع سريع التطور.
وتعد المعلوماتية الصحية مجالًا سريع النمو يجمع بين الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات وتحليلات البيانات، ويقوم متخصصو المعلوماتية الصحية بإدارة البيانات وتحليلها لتحسين رعاية المرضى، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، ودفع عملية صنع القرار القائمة على الأدلة، وهم مسؤولون عن تصميم وتنفيذ نظم المعلومات الصحية، وضمان أمن البيانات والخصوصية، واستخدام البيانات لتحديد الاتجاهات والأنماط.
ممارسو الطب عن بعد
يستخدم ممارسو التطبيب عن بعد التكنولوجيا لتوفير التشخيص والعلاج ومراقبة المرضى عن بعد. يقومون بإجراء استشارات افتراضية، ومراجعة السجلات الطبية، ووصف الأدوية، والاستفادة من مؤتمرات الفيديو، وتطبيقات الهاتف المحمول، وأجهزة المراقبة عن بعد.
مهندسو الروبوتات الطبية
تُستخدم الروبوتات الطبية على نطاق واسع في العمليات الجراحية والتشخيص وإعادة التأهيل، وفي المملكة هناك طلب متزايد على المهندسين المهرة الذين يمكنهم تصميم الروبوتات الطبية وتطويرها وتشغيلها. يعمل هؤلاء المحترفون بشكل وثيق مع مقدمي الرعاية الصحية لتطوير أنظمة روبوتية تعمل على تحسين الدقة الجراحية وتقليل وقت التعافي وتحسين نتائج المرضى.
محللو البيانات في الرعاية الصحية
نظرًا لأن قطاع الرعاية الصحية يولد كميات هائلة من البيانات، فإن الحاجة إلى محللي بيانات ماهرين يمكنهم استخلاص رؤى قابلة للتنفيذ من هذه البيانات أمر ضروري.. محللو البيانات مسؤولون عن جمع وتنظيم وتحليل بيانات الرعاية الصحية لتحديد الاتجاهات والأنماط ومجالات التحسين، إنهم يعملون بشكل وثيق مع متخصصي الرعاية الصحية لتطوير الإستراتيجيات القائمة على البيانات وتحسين تخصيص الموارد وتعزيز رعاية المرضى.