قتل عشرة مدنيين بينهم طفل في التاسعة وثلاث نساء، وأصيب العشرات بجروح في قصف نفذته القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح على منطقة ساحة الحرية وسط تعز أمس. ويتزامن هذا التصعيد الدامي مع المهمة الجديدة التي بدأها المبعوث الأممي جمال بن عمر للتوصل إلى حل للأزمة اليمنية، وهو تصعيد قد يرخي بثقله على الجهود الرامية إلى وقف العنف ودفع الرئيس اليمني إلى التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة.

وبدأت عمليات القصف بعد منتصف ليل أول من أمس من مواقع القوات الموالية على الأحياء المحيطة بساحة الحرية التي يعتصم فيها المطالبون بإسقاط النظام في وسط تعز. وأفاد شهود عيان أن القصف بالقذائف والأسلحة الرشاشة اشتد صباح أمس واستمر خلال صلاة الجمعة، وقد استهدف ساحة الحرية وحي الروضة وحي زيد الموشكي المجاورين في وسط تعز. وذكر سكان أن القصف اشتد في فترة الظهر بينما كانت الآلاف يحاولون الوصول إلى ساحة الحرية لأداء صلاة الجمعة ضمن سلسلة التجمعات التي دعت إليها قوى "شباب الثورة السلمية" تحت شعار "جمعة لا حصانة للقتلة". وأكد شاهد عيان أن قذيفة سقطت بالقرب من الساحة وأسفرت عن ضحايا في صفوف نساء كن يحاولن الوصول إلى الساحة للمشاركة في الصلاة والتظاهرة.

وفي صنعاء تظاهر عشرات الآلاف من المناوئين لصالح بعد الصلاة في ساحة التغيير ضمن "جمعة لا حصانة للقتلة"، كما تظاهر الآلاف كذلك في إب جنوب غرب صنعاء. وفي المقابل تجمع عشرات الآلاف من المؤيدين لصالح في منطقة شارع السبعين في صنعاء دعما للرئيس اليمني وذلك تحت شعار "إن للمتقين مفازا". وفي الإطار نفسه شهدت منطقة المنصورة بمحافظة عدن توتراً أمنياً ما دفع بالسلطات إلى نشر دبابات وآليات عسكرية عقب محاولة عدد من المسلحين الذين يعتقد بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، السيطرة على مبنى المجلس المحلي بمديرية المنصورة.

في غضون ذلك يواصل المبعوث الأممي مشاوراته مع الأطراف السياسية في البلاد للوصول إلى اتفاق بشأن التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، حيث التقى في أول تحرك له وزير الخارجية أبوبكر القربي ولم يعلن ابن عمر عن أية رؤية حول موعد ومكان التوقيع.

من جهة أخرى كشف رئيس حزب العدالة والبناء محمد أبو لحوم عن توجه أميركي لتجميد أرصدة الرئيس صالح ومنعه وأركان حكمه من السفر. وأضاف أبو لحوم، وهو عضو المجلس الوطني لقوى الثورة في اليمن، الذي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة أن واشنطن ستتخذ هذا القرار في الأيام المقبلة، بالإضافة إلى قرار بحظر تصدير السلاح إلى اليمن. من جهته قال السفير البريطاني بصنعاء إن حكومته ستتخذ في نوفمبر المقبل عقوبات شخصية تشمل حظر السفر وتجميد أرصدة بحق الرئيس صالح ورموز نظامه، إذا لم يجر التوقيع على المبادرة الخليجية.