وسأذكر لكم بعض هذه الألفاظ على سبيل التمثيل لا الاستقصاء: من هذه الألفاظ الكثيرة لفظ «الفوطة» التى نتخذها لتنشيف الأيدي من البلل، وهي صحيحة، وجمعها «فوط»، فلماذا تهجر هذه الكلمة المأنوسة المفهومة؟ لماذا نستبدل بها كلمة «المشوش»، وهى نابية وثقيلة، أو «المنديل» الذي صار على الأيام اسما لشيء آخر؟ ومن الذي لا يفهم ما أعني حين أقول «الفوطة»؟!.
ومن هذا القبيل لفظ «الخياطة»، فلماذا نهجرها بلا داع وتقول «الحياكة»؟!، ويجري هذا المجرى على ألفاظ عديدة أذكر بعضها للتمثيل:
قور القميص أو الثوب فتح في صدره ووسع منه، والتقوير عمل ذلك، والزرار والأزرار والتزوير والكم وكفة الثوب أيى ما استدار حول الذيل، وسكة السروال وشل الثوب أي خياطته خياطة خفيفة واسعة المسافات، ومنه أيضا «دعكت الثوب» أي ألنت خشونته باللبس، والهدم الكساء القديم، وجمعه هدوم.
وأذكر لكم طوائف شتى من الألفاظ على غير ترتيب أو تبويب، فمثلا: الوحم هو الشيء الذي تشتهيه المرأة على حملها، والسقط بكسر السين، والعامة تنطقه بالفتح، هو الولد الذي يلقى أي يولد لغير تمام الطلق ووجع الولادة، والسلى الجلدة التي يكون فيها الولد المدرك الغلام بعدما يحتلم، وفروة الرأس جلدتها، والدماغ الرأس، واليافوخ، والعامة تسميه «النافوخ»، هو القرن ناحية الرأس عن يمين أو شمال، والأجرد الذي يسميه العامة الأجرود هو الشعر المفلفل الذي هو نهاية في الجمودة كشعر الزنوج، والضفيرة معروفة، وصوفة القفا أي الشعر في القفا، والزعر قلة الشعر، ويستعمله العامة للذيل، فيقولون أزعر أي ليس له ذيله، والشعر والصوف والريش ينسل أي يسقط، وتسريح الرأس وتلبيد الشعر وتكرش الوجه أي تقبض جلده، والعمش أي ضعف البصر، والأعمش وعظمة اللسان والحنك والورك، وهذا الضبط كالورك تماما، والحق أي مغرز، ورأس الفخذ في الورك والركبة والعرقوب.
ومن الألفاظ العامية الصحيحة: التخمين والدردبة والشيطنة والتشيطن والموالسة فى المخادعة، والمذاع أي الكذاب، والبرطمة أي الكلام في حالة الغضب، والبعبعة أي الكلام المتابع في عجلة، والطنطنة أي كثرة الكلام والتصويت به، وزمجر أی جلب وصوت بجفاء، والبرجمة أي غلظ الكلام، والدندنة هي الغناء الخفى الذي لا يبين، والتقليس يستعمله العامة في التنكيت، وأصله الضرب بالدف والغناء، لاستقبال الولاة بأصناف اللهو، والصفارة معروفة، وكركر وفرفرر أي رفع صوته بالضحك، وهأهأ أی القهقة والدبدبة بالرجل على الأرض، وطق ومنها الطقطقة، ولفظ «فرشخ الرجل» يريد به العامة باعد ما بين ساقيه، وأصلها الوثب والتقارب، ونهج أي تتابع نفسه من الإعياء والتعب كلهث، والسكة الطريق التي اصطفت الدور فيها، وطوار الطريق ما انقاد معه من طوله وعرضه، والرصيف الذي نتركه، ويستعمل الإفريز، وتربع الإنسان أي جمع قدميه في جلوسه، ووضع إحداهما تحت الأخرى، وقرقص أي قعد القرفصاء، والزغزغة التي تأبى استعمالها وتؤثر عليها الدغدغة، والمنصوصة المهزولة، والخلوان أي الأجر على عمل يجعل منه شيئا مسمى، وجهاز العروس ما تحتاج إليه فى وجهتها، وسبع أقام سبعا، وأطلقته العامة أيضا على انقضاء سبعة أيام على الزواج والوضع أو نحو ذلك، والخيش معروف، وهو نسيج خيوطه غليظة، والمشاقة من الشاقة أيضا صحيحة، والعباية كالعباءة واللاذة، ويسميه العامة اللاسة، وتكون من الحرير ويلفون به الرأس، وكنار الثوب ما يدور به، وأصله الشقة من الثوب، والقطيفة المخمل، والخبرة البرد، والولادة والملاية الربطة ذات الفتين، والبرنس معروف. وهناك ألفاظ بالكسر، ويستعملها العامة بالضم، والبدنة ما يلبسه الصبي تحت الثوب، والفرطون معروف، وعطن الجلد أي فسد وعفن، والسختان جلد الماعز إذا دبغ، والقبقاب النعل من الخشب، والصندل شبه الخف، وتصندل أي لبس الصندل، والمخراز ما يخرز به، والأزميل الشفرة للحذاء.
1938*
* كاتب وشاعر مصري «1889 - 1949» .