قبل كل شيء ومن فهمك للمبدعين الذين تديرهم ستلاحظ الدافعية الداخلية والاستقلالية بشكل واضح جدًا وهي باختصار:
الدافعية الداخلية: من أقوى المؤثرات التي تحرك المبدعين هي الدوافع الداخلية مثل التعبير عن الذات والتفوق وتحقيق الرضا الشخصي.
الاستقلالية: منح المبدعين الاستقلالية في عملهم يسمح لهم باستكشاف أفكارهم وتولي مسؤولية مهامهم وتقديم أفضل إنتاج لهم، وإن كان لا بد من جلسات العصف الذهني- التي لا أفضّلها- إلا أنّ الاستقلالية تجعل الفكرة التي يقدمها المبدع تحمل طابعًا فريدًا،
ولذلك قد يكون من الصعب على بعض المديرين إيصال فكرة أنه عليك أن تلغي ذاتك في إنتاجك للأفكار المطلوبة للعمل، ولكن المدير الإبداعي ذا الكفاءة العالية قد يزرع هذه الثقافة عند أعضاء فريقه وبكل تقبّل منهم.
لا يوجد ملخص تنفيذي؟ لا يوجد فكرة إبداعية ناجحة.
يحتاج المبدعين إلى «بريف» يحتوي على أهداف محددة وإرشادات واضحة مما يساعدهم في تكوين رؤية واضحة عن المشروع لتوجيه طاقاتهم نحو العمل عليه بشكل فعال، كما ينبغي أن يتضمن إرشادات مرنة تسمح لهم بالاستكشاف مع التوافق، طبعًا مع أهداف المشروع والنطاق والقيود المحددة، لذا لا يكون عذرًا كافيًا أن العميل لم يوفر المتطلبات، بل على المدير صياغتها وتجهيزها قبل إعطاء المهمة للفريق.
المبدعون يعتمدون على العقل اللاواعي!
لا تنس أن استخدام العقل اللاواعي ما هو إلا عملية تجري بشكل غير مباشر ولا تحكمها قوانين صارمة، صحيح قد يستغرق الأمر بعض الوقت لظهور الأفكار والإبداعات الجديدة، لذلك يجب أن تكون مرنًا في إعطائهم المساحة للتجارب والاستكشاف - ليس على حساب وقت العميل طبعًا - و قد يكون انتقالهم ما بين المشاريع والمهام بعد تلقيهم للطلب، مشجعًّا أكثر على الخروج بأفكار فريدة، حيث يكون تركيزهم على مشروع أو مهمة أخرى مساعدًا لعقلهم اللاواعي لإنتاج أفكار للمشروع والمهمة الأولى، القليل من المديرين يستوعب هذه العملية بل إن البعض لا يهتم لهذا الأمر، لكنّه هو السر وراء بعض الأفكار العظيمة التي نراها حولنا.
تذكّر أن إدارة المبدعين تتطلب نهجًا متخصصًا يعترف بأساليب التفكير والدوافع الفريدة لديهم وحاجتهم إلى الاستقلالية، ومن خلال إيجاد بيئة داعمة وتحديد أهداف واضحة، واعتماد نهج التدريب وتعزيز ثقافة الابتكار، لذا اقرأ أكثر وكن مطّلعًا على الجوانب الإدارية التي تخص إدارة هذا النوع من الفرق، حيث إنه من خلال الوعي بالجوانب الإبداعية يمكن لمديري المشاريع والمديرين الإبداعيين استخدام كامل إمكانات الفرق الإبداعية، كما أنَّ فهم تفاصيل فريقك باختلاف أنماط تفكيرهم يساهم في نجاح المشاريع بشكل عام ويحقق رضا الفرد والفريق أولًا، والعميل ثانيًا.