هذا السؤال وجهته طفلة إلى أخرى "ليش فتحتي شنطتي"؟ في أنشودة قصيرة أدتها فرقة أطفال ومواهب في جازان، وكان هذا السؤال، فيه تعبير عن الاستياء من هذا التصرف أو السلوك غير الحضاري، والذي يعد انتهاكا لخصوصية الآخرين، وقبل أن أتناول النقد والسخرية التي تعرضت له أنشودة "ليش فتحتي شنطتي"، وقبل أن نتحدث عن "الهاشتاق" المخصص باسم الأنشودة على "تويتر" والذي وضعها تحت المجهر وسلط الضوء على كثير من نواحي الخلل والقصور فيها سواء كان من ناحية الكلمات ومضمونها أو الإخراج، أو رقصات الأطفال أو الأزياء، فقد كنت أتمنى لو أنهم رحموا أطفالنا من التناقض، بين المجتمع المثالي الذي يرسمونه في الأناشيد وعلى شاشات التلفاز وبين المجتمع الواقعي الذي يعيشونه ويتفاعلون مع من فيه، فيوميا تفتح المعلمات حقائب الطالبات في جولات تفتيشية مفاجئة وبلا استئذان لمعرفة ما فيها، نتيجة لفقدان الثقة بين الطالبة والمدرسة، فكيف ستجيب المدرسة على سؤال كهذا؟ بل وتُفتح حقائب النساء ويبعثر ما فيها على بوابات قصور الأفراح أو في قاعات التجمعات النسائية بحجة البحث عن جوال الكاميرا، حتى لو نفت صاحبة الحقيبة وجود مثل هذه الهواتف لديها، فالحرص واجب، وهذا أيضا نتيجة فقدان الثقة بين أفراد المجتمع، الأمر الآخر أن الأنشودة (طيبة الذكر) لم تتوقف عند انتهاك خصوصية الآخرين بفتح حقائبهم، بل ذهبت إلى أبعد من هذا الأمر ومما لا علاقة له بالموضوع الأساس، وهو رفض إحدى الأختين أن ترتدي أختها لباسا يماثلها، مع وصمها لهذا التصرف بالأنانية. وهذا الأمر وإن كان في العادة مزعجا للنساء، إلا أنه مصدر سعادة للأطفال، فغريب انزعاج الأخت منه في الأنشودة.
وتستمر المعاناة، عفوا الأنشودة، في استعراض معاناة الطفلة من أختها، وفجأة ومع تكرار (ليش) تمتد الأيدي في مصافحة جميلة غير مبررة، تنم عن التسامح والرضا. وكان الله في عون أطفالنا.