أصبحنا في زمن يرون دموعك ولا يسألونك حتى إن كنت بخير، ينتابني الفضول عما في صدورهم هل قلب أم حجر، يغفرون لذنوبهم ولا يغفرون لذنبك وكأنهم الرب الذي يحاسبنا.

حين علمت حقيقة العالم وجدت ملاذي وحبي في أرضٍ قبلتها حبًا وشوقًا وإيمانًا فأصبحت عاشقة لأرض الياسمين. أصبح قلبي مبعثرًا أرتبه بالحروف العميقة التي أرسلها لأرض الشام عبر شرايين قلبي.

بدأت الأسطر بالحديث لكن لا أعلم إن كانت تستطيع الوصف، كم أحببت هذه الأرض وغرمت برائحة ترابها وجمال طبيعتها ونقاء هوائها فعاقل يجن بجمالها، فجننت.. تحدثت مع ترابها البعيد، فهي الأرض التي جعلتني أشعر بمشاعر الاحتواء والحب والسعادة والفرح والحماس والشغف تارةً واحدة، فماذا لو متُ بين ترابها وعلق قلبي بين أحضانها فهل تقبلني يا ترى؟


ففي أرضها لا معنى للحزن ولا مقياس للسعادة فلن يجف الشوق ولا الحنين حتى تختنق رئتاي بهوائها المنعش، فلا يمكن وصف أن تصبح فراشة حرة تطير هنا وهناك مثل النسمة الصغيرة، أصبحت الفراشة الملونة المليئة بالحياة، لكن هذه الأرض جعلتني أرى حقيقة الحياة فالحياة لعبة، أنت من تختار إما أن تلعب بأحكامك أو بأحكامها وإما أن تتقبل وتفوز بما تريد أو تنكر وترفض وتخسر.

فهل لك أن تصبح خاسرًا في لعبة أجبرت على الدخول فيها، أم أن تضع قوانينك وتلعبها بحب وشغف ليزهر قلبك؟

فنحن لم نختر أن نولد هنا، لكن اخترنا مستقبلنا ومصيرنا وسنلعب بأوتار عالمنا مثلما نريد وكيف ما نشاء لتصبح الحياة ملكًا لنا، فإن كنت تحب أحدهم اذهب وقل له، إن كنت تريد السفر لا تنتظر سافر، إن كنت تريد الخروج مع أصدقائك اذهب واستمتع، اجلس مع عائلتك، افعل كل ما تريد، استمتع بكل لحظة في حياتك بحلوها ومرها، بضحكاتها ودموعها، كل لحظة في الحياة تملك ذكرى وأثرًا ودرسًا في عقلك وقلبك فإن الحياة أقصر مما تظن، فيمكن لليلة معتمة لا يضيئها سوى نور القمر أن تغير كل موازين حياتك، فالمواقف عندما تصبح ذكريات تصبح أجمل بكثير ونشتاق لها كثيرًا.

كن أنت ولا تجعل الحياة تلعب بك، أنت العب بأوتارها لتصبح أنت دائمًا، فلا تسمح لها أن تجعلك نسخة من أحد، فأنت لست فرصة ثانية، وكن في المكان الذي تريد لتصبح فراشة ملونة.