وجددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تأكيد أن غزة تعد أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال، مشيرة إلى أن أحياء بأكملها، اعتاد الأطفال فيها اللعب والذهاب إلى المدرسة، قد تحولت إلى أكوام من الركام، ما يؤكد أن الأطفال بحاجة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار الآن. صفوف المدنيين
وقد أعرب حلفاء إسرائيل الغربيون بشكل متزايد عن قلقهم إزاء الخسائر في صفوف المدنيين، والتهجير الجماعي لنحو 1.9 مليون فلسطيني (ما يقرب من %85 من سكان غزة).
وعلى الرغم من ذلك، تستمرالولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي الحيوي لحليفها الوثيق.
ضرورة الهدنة
وفي مؤتمر صحفي مع نظيرها الإسرائيلي في تل أبيب، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أيضًا إلى وقف إطلاق النار. وقالت: «الهدنة الفورية ضرورية، ما يسمح بإحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار، للتوصل إلى إطلاق سراح الرهائن، والسماح بالوصول وتوصيل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين الذين يعانون في غزة، ويجب في الواقع التحرك نحو الاتفاق». وأضافت: «وقف إطلاق النار ضروري لأسباب إنسانية، ويجب البدء في الحل السياسي».
وقد دعت بريطانيا في السابق إلى «هدنة إنسانية» في الصراع، لكنها لم تصل إلى حد الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار. بينما امتنعت عن التصويت، الأسبوع الماضي، عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لمصلحة وقف إطلاق النار.
وأيدت فرنسا وألمانيا الدعوة إلى وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في بداية نوفمبر، إن إسرائيل لا تستطيع محاربة الإرهاب بقتل الأبرياء.
حل سياسي
وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على أهمية الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والسعي للتوصل إلى حل سياسي، للخروج من هذه المأساة.
وأفاد، في بيان، بأنه مع الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة، وتأثيرها خاصة على الأطفال والنساء الذين يمثلون %70 من القتلى، وبالنظر إلى أن التدابير العسكرية لا يمكن أن تؤدي إلى الحل الدائم، يتضح أن وقف إطلاق النار والسعي للحل السياسي يوفران سبيلا للخروج من هذه الفوضى والمأساة.
مواصلة العمليات
وتأتي زيادة الضغط الدبلوماسي في الوقت الذي من المرجح أيضًا أن تتزايد فيه الدعوات المحلية لاستئناف المفاوضات مع حماس، في أعقاب مقتل ثلاث رهائن إسرائيليين عرضيًا من قِبل الجيش الإسرائيلي.
وقد دمرت الحرب الجوية والبرية مساحات شاسعة من شمال غزة، وسوتها بالأرض، ودفعت معظم السكان إلى الجزء الجنوبي من القطاع المحاصر، حيث يتكدس الكثيرون في ملاجئ مكتظة ومخيمات. كما أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 18700 فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة.
وواصلت إسرائيل ضرب ما تقول إنها أهداف للمسلحين في جميع أنحاء غزة، متعهدة بمواصلة العمليات حتى تفكك حماس.
إدانة وتوضيح
ولم تعد نيران الحرب في غزة تصيب الفلسطينيين فقط. فبعدما طالت 3 رهائن إسرائيليين، امتدت لتنال هذه المرة من دبلوماسي فرنسي.
الدبلوماسي، الذي كان «يعمل لمصلحة فرنسا» منذ 2002، لقي حتفه متأثرا بجراح أصيب بها جراء قصف إسرائيلي لمبنى سكني به الكثير من المدنيين الآخرين، ما استدعى ردا من وزارة الخارجية الفرنسية.
فقد أدانت الخارجية الفرنسية، في بيان، مقتل المسؤول الدبلوماسي الذي لجأ مع زميلين آخرين وأفراد أسرته إلى منزل أحد زملائه في القنصلية الفرنسية في رفح بجنوب قطاع غزة قرب الحدود مع مصر.
وأوضحت أن المنزل تعرض للقصف الإسرائيلي الأربعاء الماضي، ما أدى إلى إصابة المسؤول بجروح ومقتل نحو 10 أشخاص.
وعبرت الوزارة عن «إدانة فرنسا القصف»، مطالبة السلطات الإسرائيلية بـ«توضيح ملابسات هذا التفجير بشكل كامل، وفي أسرع وقت ممكن».
ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلب للتعليق. كما رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية تقديم مزيد من التفاصيل حول اسم الرجل وجنسيته وعمره.