موقع جبلي
يتخذ المواطن حسن العبدلي 58 عاما، البساط الأخضر موقعا له للعزف، ترحيبا بالزوار ومرتادي مطل العارضة شرق منطقة جازان، ويتوسط بائعي النباتات العطرية، ليمارس هوايته المفضلة، ويشعل العبدلي أجواء مطل العارضة حماسا كبيرا، حيث يسترق المواطنون من مختلف الفئات والأجناس السمع والوقت، والذهاب إليه، ومجالسته للاستمتاع بالعزف، دون الشعور بالملل.
تغذية سمعية
يكسر العبدلي الملل الذي يرتاب زوار مطل العارضة، من خلال العزف، وتغذية مسامعهم بالموسيقى، والذي يصل صداه جبال العارضة، حيث يرتبط بعلاقة وطيدة مع مهنة العزف.
رصدت «الوطن»، عزف الستيني للناي، واستمتاع الزوار، حيث يقضي 3 إلى 4 ساعات يوميا في مهنة العزف، تسلية له، وتلبية لرغبات مرتادي المطل الجبلي، دون أن يأخذ أجرا أو مقابلا لعزفه، وسط أجواء جبلية مميزة، وطبيعة خلابة تسر الناظرين، ويلقى عزف العبدلي إشادة كبيرة من محبي الفنون الشعبية، والذين يتوافدون إليه باستمرار للاستماع إلى عزفه، والإنصات إلى قصصه الفريدة مع العزف.
ملتقى للمسنين
لم يقتصر مطل العارضة على الشباب والفتيات والأطفال فحسب، بل تحول إلى ملتقى للمسنين أيضا، للترويح عن النفس، ويشهد المطل ممارسة 6 هوايات ممثلة في: ممارسة الألعاب الرياضية، والمشي، والعزف على المزمار، وتوثيق وتصوير الأجواء الجبلية الخلابة، ومهنة البيع للمأكولات والمشروبات.
تعليم وراثي
أكد المواطن حسن العبدلي لـ«الوطن»، تعلمت مهنة العزف عن طريق عمي، حتى أتقنتها كليا، وأجيد العزف منذ 40 عاما، مشيرا إلى أنها تعتبر وراثة، وأن أول عزف قمت به كان عن طريق ساق نسر، تم الإمساك به بجبل العبادل، وأخذت العظم منه وتسليمه إلى عمي الذي قام بصناعته عن طريق الشوي على النار، وبدء العزف.
تسلية للنفس
أشار العبدلي، إلى أنه راعي إبل، وتعلمت العزف والناي لأتسلى بها بالجبال مع الغنم والإبل، واستمررت عليها طويلا لأسلي الناس، مضيفا أنها تعتبر تراثا قديما، وأن جيل اليوم لا يعرفونها، فهم يسمعونها فقط، ولا يجيدونها، مبينا أنه يأخذها معه في حله وترحاله أثناء السفر، حيث إنه في إحدى سفرياته إلى تنومة التابعة لمنطقة عسير، توقفت للعزف، فسمع راعيا هناك العزف، فدمعت عيناه متأثرا بالعزف.
علاقة كبيرة
بين العبدلي، أنه يرتبط بالعزف بعلاقة كبيرة، ولا يقدر مفارقتها أو التوقف عن العزف، مشيرا إلى أنه قام بتعليم أولاده، والذين امتهنوا العزف، مضيفا أنها تعتبر هواية له، وسعة صدر ووناسة، وليست مصدر رزق، مؤكدا أنه كان لديه مزمار خاص تم ضياعه في حفلة بمحافظة فيفاء، وقمت بتعويضه عن طريق آلة حديدية تمت صناعتها عن طريق حداد، وتثبيت مخارجها بالنحاس، حتى أصبحت ملازمة لي في كل مكان أذهب إليه، دون أن أتخلى عنها أبدا.