في قرارات سريعة جداً، تم حسم الجدل حول ولاية العهد ووزارة الداخلية في غضون ساعات من وفاة الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، ولي العهد ووزير الداخلية السابق، لتمضي مسيرة العمل السياسي في السعودية بعيداً عن أجواء الشائعات والتوقعات والتحليلات.

الأمير نايف ركن من أركان الدولة، وغيابه مؤثر. وإذا كانت أشد القنوات الأميركية تطرفاً في مواقفها من المملكة Fox News امتدحت موقف الأمير نايف من الحرب على الإرهاب وقدرته على القضاء على تنظيم القاعدة في السعودية في أقل من3 سنوات، فالحق ما شهد به الأعداء. وليست Fox News فقط، بل معظم الصحف، التي وصفته - رحمه الله - بالرجل القوي والحازم. هناك من يحاول إثارة اللغط حول حزم وزارة الداخلية تجاه بعض المخربين من أبناء إحدى الطوائف، في الوقت ذاته، يجب التذكير أن تنظيم القاعدة وأفراده هم من "السنة"، ومع ذلك لم يتم التعامل معهم برحمة بناءً على أساس مذهبي.

لن أكرر ما يردده الكثيرون بأن المرحلة القادمة هي مرحلة البناء، فالبناء مستمر، صحيح أن الدولة تتأثر بغياب ركن من أركانها، لكن مسيرة التنمية مستمرة، وأحلام الجميع بالإصلاح تتحقق شيئاً فشيئا. لا يمكن أن تتحقق كل المطالب في وقت واحد، ولا يمكن أيضاً تصوير كل الأمور بشكل سيئ لأنها لا تسير وفق رؤية مجموعات تؤمن بـ"التغيير الجذري" حتى يتم الإصلاح بشكل كامل.

ولاية العهد لسلمان بن عبدالعزيز والداخلية لأحمد بن عبدالعزيز، وهناك ملفات تنتظر الحسم، وتنتظر تسريع البت فيها، الملفات المتعلقة بالبطالة والإسكان وإصلاح التعليم والقضاء، وهي الملفات التي بدأ خادم الحرمين الشريفين بفتحها والأمر بإصلاحها منذ توليه مقاليد الحكم، والحديث عنها بالمعلومات والحقائق هو من باب المساهمة في التسريع بإصلاحها، والمشاركة في مسيرة الإصلاح والتنمية.