كشف مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان عن عروض تقدم بها بعض القادة العرب، -أبلغوا الولايات المتحدة بها في مجالس خاصة- للرئيس السوري بشار الأسد من أجل اللجوء إلى بلدانهم، في محاولة لإقناعه بالتخلي عن منصبه. وأكد فيلتمان خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أن "كل القادة العرب تقريبا يقولون: ينبغي أن ينتهي نظام الأسد. التغيير في سورية حتمي".
وفي سياق متصل، يعقد مجلس جامعة الدول العربية غدا اجتماعه المستأنف غير العادي على مستوى وزراء الخارجية لبحث آخر المستجدات على الساحة السورية في ضوء المبادرة العربية، فيما تشهد المدن السورية مزيدا من أعمال العنف سقط خلالها العشرات برصاص الجـيش السوري.
وذكرت مصادر دبلوماسية عربية أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اللجوء إليها من أجل تنفيذ المبادرة.
يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعه المستأنف غير العادي على مستوى وزراء الخارجية غدا لبحث آخر المستجدات على الساحة السورية في ضوء المبادرة العربية التي قبلت بها الحكومة السورية في الثاني من الشهر الجاري وما تلاها من تطورات، فيما كشف مسؤول أميركي أمام مجلس الشيوخ أن بعض القادة العرب أبلغوا الولايات المتحدة في مجالس خاصة أنهم عرضوا اللجوء على الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة لإقناعه بالتخلي عن السلطة أمام حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده، بينما كانت تشهد المدن السورية مزيدا من أعمال العنف سقط خلالها العشرات من المدنيين برصاص القوى الأمنية والجيش السوري.
ومن المقرر أن تعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية اجتماعا مساء اليوم برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم وبمشاركة وزراء خارجية مصر وعمان والجزائر والسودان والأمين العام للجامعة العربية لتقييم الموقف على الساحة السورية والنظر في البدائل المطروحة للتعامل مع مسار الأزمة.
وذكرت مصادر دبلوماسية عربية أنه على الرغم من الأجواء التي تحيط بالاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب إلا أن هناك بعض البدائل والإجراءات التي يمكن اللجوء إليها من أجل تنفيذ المبادرة العربية.
وأشارت هذه المصادر إلى أنه من بين هذه البدائل المطروحة تشكيل آلية عربية أو لجنة حكماء مهمتها التوجه فورا إلى دمشق للوقوف على تنفيذ بنود المبادرة العربية على الأرض وتقييم الوضع أولا بأول وموافاة اللجنة الوزارية المعنية بتقارير سريعة عن ذلك.
ورأت تلك المصادر أنه من البدائل أيضا السعي العربي لدى القوى الإقليمية والدولية التي لها اهتمام وثقل في ما يتعلق بالأزمة السورية.
وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس إن "بعض القادة العرب بدؤوا باقتراح اللجوء على الأسد لدفعه إلى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة". وأكد خلال جلسة استماع حول قمع حركة الاحتجاج في سورية أن "كل القادة العرب تقريبا يقولون الشيء نفسه.. ينبغي أن ينتهي نظام الأسد. التغيير في سورية حتمي".
وفيما يتحدث البعض عن "انقلاب داخل السلطة" في دمشق، قال فيلتمان "أعتقد أن هذا الأمر غير مرجح". واعتبر أن "الاحتجاجات العنيفة ضد نظام الأسد غير مجدية"، وأن بلاده شجعت على سلمية المعارضة. وأضاف "نعتقد أنه في الظرف الراهن تكمن قوتهم في المظاهرات السلمية"، مشيرا خصوصا إلى التجار السوريين الذين يقفلون محلاتهم تضامنا مع حركة المعارضة. وقال أيضا "نشجع المعارضة وحلفاءنا في المنطقة على الاستمرار في رفض العنف. عدم التخلي عن العنف، صراحة، يجعل القمع الوحشي للنظام أكثر سهولة". وأشار فيلتمان إلى أن ذلك "سيصب في مصلحة النظام وسيقسم المعارضة ويقوض التوافق الدولي ضد النظام"، معبرا عن قلقه إزاء استخدام بعض المتظاهرين "السلاح في إطار الدفاع عن النفس". وأضاف فيلتمان أن "بشار الأسد يدمر سورية ويزعزع المنطقة"، مضيفا "رسالتنا إلى الرئيس الأسد بسيطة .. استقل واترك مواطنيك يبدؤون المرحلة الانتقالية نحو الديموقراطية". وأوضح أنه مع العقوبات المفروضة على دمشق "زادت عزلة سورية".
من جانب آخر قال فيلتمان إن السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد سيعود قريبا إلى دمشق، موضحا "خلال أسابيع، أعني أياما أو أسابيع".
على الصعيد الميداني أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 12 شخصا بينهم طفلة وستة عسكريين في سورية أمس، خلال عمليات للجيش السوري. وقال في بيان إن خمسة مدنيين بينهم طفلة في الثامنة من العمر قتلوا برصاص قوات الأمن في حمص. وفي إدلب قتل مواطن في بلدة كفرومة خلال مداهمات. وفي المحافظة نفسها، قال المرصد إن "أربعة من جنود الجيش السوري على الأقل قتلوا في هجوم يعتقد أنه نفذه جنود منشقون على حاجز للجيش في بلدة حاس قرب مدينة معرة النعمان".
إلى ذلك طالب هيثم مناع عضو الهيئة التنسيقية السورية (المعارضة في الداخل)، بضرورة التمسك بخطة العمل العربية لما تتضمنه من بنود فعالة يمكن من خلالها تجنب سيناريوهات، وصفها، بأنها الأسوأ تحاك لسورية. واتهم مناع، أطرافا في المعارضة السورية تريد إفشال خطة العمل العربية و"ترفض وقف إراقة الدماء ووقف العنف وإبعاد الدبابات قبل فرض حظر جوي على الأجواء السورية". وقال مناع عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يرافقه وفد من الهيئة التنسيقية، إنهم طالبوا الأمين العام بـ"إرسال وفود عربية إلى دمشق والمدن السورية لتقصي الحقائق في المدن التي تشهد أعمال عنف ليكونوا شهودا على ما يجري وفتح المجال لوسائل الإعلام العربية لكشف حقيقة ما يجري على الأرض".