وحوّلت الأمطار التي هطلت منطقة جازان إلى بساط أخضر، مؤكدة على علاقة الود الموسمية التي تربطهما، ورسمت لوحة جمعت حافلة بالأجواء الخلابة، والتنوع البيولوجي، والحراك الاقتصادي والسياحي.
وتوشحت المنطقة إلى مجموعة من المزارع المكسوة بالخضرة التي غطت مجاري السيول والجبال والأودية، وتحوّلت إلى قبلة لهواة الرحلات، إذ لا يكاد يخلو موقع أو طريق من الخضرة التي رسمت بريشة المطر والضباب وأغرت الأسر والزوار بالخروج إلى التنزه والسياحة، والاستمتاع بجمال الطبيعة.
الأكثر في الهطولات
كانت منطقة جازان أكثر المناطق تسجيلا للهطولات المطرية في العام الماضي، ويستفيد 700 موقع زراعي من الأمطار التي تستفيد منها كذلك مياه سد وادي جازان.
وتستأثر جازان بـ12 مرعى من أصل 139 مرعى على مستوى المملكة، وستبدأ في حرث الأراضي، واستقبال المحاصيل الزراعية مثل الذرة وغيرها.
معاناة المزارعين
في الوقت الذي يتمتع فيه كثيرون بتحول الطبيعة إلى الخضرة مع هطول الأمطار في المنطقة إلا أن مزارعيها يعانون بعض الأحيان مع تلك الهطولات لتنظيف أراضيهم، ومضايقة الأعشاب الطبيعية على المحاصيل الزراعية، إلى جانب صعوبة إيجاد العمالة، وغرق الأراضي الزراعية بمياه الأمطار والسيول نتيجة تغير مجاريها من خلال إقامة العقوم الترابية.
تنوع بيولوجي
تحظى منطقة جازان بتنوع بيولوجي فريد، وبالموارد الطبيعية بشكل خاص، وتتنوع بيئة المملكة عامة، والتي تشمل 2.7 مليون هكتار من مساحة الغابات، و2200 نوع من النباتات المصنفة، و500 نوع من الطيور، حيث تفرز الأمطار ظهور أنواع من الأشجار والنباتات المزهرة التي لم تشاهد منذ سنوات طويلة، وظهور أنواع جديدة، وأسراب من الطيور المهاجرة من الشمال إلى الجنوب، كما تزداد فرص الزراعة، ويتعزز الإنتاج الزراعي، وتتحسن إمكانات الغذاء، وجودة التربة، ويقلّ الاعتماد على الري، وينمو الاقتصاد المحلي.
ورغم ذلك التنوع الذي تحظى به جازان، إلا أن المنطقة تشهد زيادة كبيرة في كثافة أسراب البعوض خاصة في المساء، ما ينتج عنه معاناة كبيرة للمواطنين، الأمر الذي تستنفر معه البلديات في تكثيف عمليات الرش، ومكافحته دوريا.
حراك اقتصادي
تسهم الأمطار في زيادة الحراك الاقتصادي في المنطقة، والتي تشتمل على انخفاض أسعار الأعلاف، وارتفاع أسعار المواشي، والحبوب، والبذور الزراعية، والآلات الزراعية، وتخلق آلافا من الوظائف الزراعية الموسمية.
وتترك الأمطار تأثيراتها الإيجابية على البيئة مثل تجديد الحياة النباتية، ونمو الغطاء النباتي وتوسعه، وتعزيز التنوع البيولوجي، وخلق بيئات مميزة للحياة البرية، وتحسين جودة الهواء، وتقليل التلوث الجوي، والمحافظة على التوازن البيئي، وتوفير موارد مائية للحياة البرية والزراعة.
استنفار كبير
تستنفر الأمطار عددا من الجهات الحكومية في منطقة جازان، حيث تشهد حراكا كبيرا لمواجهة أحداث الأمطار مثل قطع الطرق، وارتفاع منسوب المياه، وجريان السيول، وإعلان حالة الطوارئ الكبرى أثناء هطول الأمطار، وسط تحذيرات يومية ومستمرة من الجهات المختصة. وذلك لأن جازان تستأثر بـ60% من السيول في المملكة.
روضة الجنوب
أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة، أن منطقة جازان تعد روضة الجنوب ومهد الزراعة، وتشتهر بمحاصيل الذرة، والدخن، والسمسم، والقطن، والدجر، وتشهد تنوعا متكاملا مع موسم الأمطار.
وتتمثل أبرز معالمها الزراعية في متنزه السدرة البري، ووادي لجب، ومزارع البن التي تنتج 1000 طن، ويبلغ عدد الأشجار 400 ألف شجرة، و2000 مزرعة، وإنتاج 30 نوعا من الفاكهة، أبرزها المانجو التي تبلغ مليون شجرة، وتنتج 65 ألف طن سنويا، إلى جانب إنتاج 20% من الإنتاج السمكي في المملكة، ووجود محمية جزر فرسان، و3 سدود ممثلة في سد وادي جازان، وضمد، وبيش.