قررت أن أستذكر معكم خصوصًا جيل «الدايل أب»، وكيف نحن اليوم ممتنين لما نشهده من تقنيات وتمكين ومواكبة لكل تقنيات عصرنا الحالي. رغم أن تلك الفترة الزمنية شهدت انقطاعات في الاتصال وبطء الإنترنت لعدم تطور التقنيات حينها، وهو شيء طبيعي، فالسيارات وقتها لم تكن بتقنيات مثل اليوم، وكذلك أجهزة الألعاب لم تكن برسومات ثلاثية الأبعاد مثل اليوم، التي تشابه رسوماتها الواقع. ولم يشهد العالم حينها ثورة اتصال سريع! فالسر باعتقادي جاء بعد الاتصال السريع الذي غيّر مفاهيم كل شيء! حيث كانت سرعة الإنترنت حينها لا تتجاوز 50 كيلوبت في الثانية، بينما اليوم تقاس بالميجابت والجيجابت وهي أضعاف مضاعفة، كما لم تكن هناك طرق تواصل مباشرة كاليوم! فكل وسائل التواصل إما بريد الكتروني أو برامج محادثات محدودة يتطلب وجودك على جهاز كمبيوتر لتتحدث مع طرف آخر شرط إذا وافق وجودك مع وجوده بالوقت نفسه!

كما لم تكن المواقع تفاعلية مثل اليوتيوب اليوم، لدرجة أنه عند رغبتك مشاهدة مقطع فيديو أو استماع لمقطع صوتي قد تنتظر لبضع دقائق حتى يبدأ تشغيل نصف دقيقة، وهو بعكس ما نعيشه الآن مثل تطبيقات كالسبوتيفاي وغيرها حيث كل شيء متصل ويعمل بلمح البصر، وتستطيع وضع مكتبة صوتية متكاملة على الإنترنت دون تنزيلها على هاتفك! لم أتخيل حينها بأننا كبشر سنصل لهذا التقدم وهذه التقنيات ومفهوم المنزل الذكي، فاللعب أون لاين كان محصورا على بعض الألعاب فقط، التي تفرض عليك الانتظار، مثل لعبة الشطرنج التي لا تحتاج لتفاعل مباشر مثل الذي نشهده اليوم من ألعاب السرعة والحركة، التي يقاس عامل الاستجابة فيها بأجزاء من الثانية! لم أكن أتخيل أن أتصفح الإنترنت وأشتري فيلما مدته ساعتين وتحميله في أقل من دقيقة، ولم أتخيل أن أرسل رسالة واتساب أو فيديو لصديق ويشاهده ويرد علي باللحظة ذاتها. أصبحنا متقاربين أكثر، وأصبح منزلك في جيبك في حال رغبتك بالاطمئنان على أطفالك ببث حي ومباشر.

لم تكن هناك متاجر إلكترونية وتنوع في السلع والخيارات، ولم تكن هناك خدمات تستطيع طلبها عبر الإنترنت مثل وجبة أو حتى تذكرة لسفر! ستضطر للذهاب والحصول على تذكرتك مطبوعة، والدفع فورًا! لقد تغيّر كل شيء يا أصدقائي، تغير للأفضل.


أحد أصدقائي حينها قرر -في فكرة مجنونة- أن يجرب تحميل ملف كبير عبر الإنترنت فظهر له الوقت المتوقع للتحميل هو «شهر ونصف» لحجم ملف لا يتجاوز جيجا بايت!

اليوم أقولها سعيداً: أنا ممتن جدًا لهذه النعمة وهي التقنية، ولما جلبته لنا من منفعة وتسهيل في حياتنا، ولامست كل جوانب حياتنا، وممتن لهذا الوطن بقيادته الذي وفر هذه البنية التحتية وجعل التقنيات مُمَكّنة ومتاحة! فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

ختامًا قد تكون «فضفضة» ولكنها تحكي جانبا شهدته، واليوم أشهده بشكل أجمل! فالفرص اليوم أعظم.