بيّنت دراسة علمية حديثة، أجراها فريق مكون من باحثين من جامعتي جازان والملك خالد والبرنامج المشترك للطب الوقائي بمنطقة عسير، أسباب أن ما يقارب نصف البالغين في منطقة جازان قد يعانون اعتلال الدهون مقارنة بنسب انتشار أقل في مناطق أخرى من المملكة العربية السعودية.

ونُفذت الدراسة لقياس مسببات انتشار اعتلال الدهون لدى البالغين في منطقة جازان بجنوب المملكة، وتكمن أهميتها في كونها الأولى من نوعها على مستوى المنطقة التي تفسر الارتفاع في معدلات انتشار اعتلال الدهون لدى البالغين.

عينة الدراسة


جاء تنفيذ هذه الدراسة استنادا إلى نتائج دراسة وطنية سابقة أفادت بأن ما يقارب نصف البالغين في المنطقة قد يعانون اعتلال الدهون مقارنة بنسب انتشار أقل في مناطق أخرى من المملكة.

وأوضح رئيس الفريق البحثي، الدكتور موسى غزواني من البرنامج المشترك للطب الوقائي في منطقة عسير، أن عينة البحث شملت 244 من مراجعي مراكز الرعاية الأولية في منطقة جازان، حيث تم جمع البيانات من خلال إجراء مقابلات شخصية مع عينة الدراسة، لسؤالهم عن معلوماتهم الديموغرافية، ومسببات انتشار اعتلال الدهون، ونمط الحياة الذي يشمل استهلاك الأغذية الغنية بالدهون، وكذلك ممارسة الرياضة ومستوى النشاط البدني.

بلا تشخيص

أفادت نتائج الدراسة بأن ما يقارب 80% من الذين لم يتم تشخيصهم باعتلال الدهون سابقا لديهم عامل خطورة واحدة أو أكثر لحدوث اعتلال الدهون.

كذلك، أفادت نتائج الدراسة بأن 60% من عينة الدراسة لم يجروا أي فحص لمستويات الدهون بالدم طيلة حياتهم.

عوامل ومسببات

أوضح البروفيسور إبراهيم قصادي، أستاذ الوبائيات بكلية طب جامعة جازان، أن عوامل الإصابة باعتلال الدهون تشمل زيادة الوزن والسمنة، ووجود تاريخ عائلي لاعتلال الدهون والكولسترول، والتقدم في العمر، خصوصا لمن بلغوا الأربعين سنة أو أكثر، ونمط الحياة غير الصحي الذي يشمل التدخين، واستهلاك الأغذية الغنية بالدهون، وعدم ممارسة الرياضة، والقلق.

وكذلك توجد بعض الأمراض والأدوية التي تسبب ارتفاع مستوى الدهون بالدم بشكل مرضٍ مثل اعتلال الغدة الدرقية واستخدام أدوية الكورتيزون.

عدم ممارسة الرياضة

شرح البروفيسور قصادي أنه عند سؤال عينة الدراسة من الذين لم يتم تشخيصهم سابقا باعتلال الدهون عن عوامل خطورة الإصابة بالمرض كان أكثر العوامل انتشارا هو عدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ، واستهلاك وجبات ذات محتوى عالٍ من الدهون، وإضافة الدهون بشكل مباشر (مثل زيت السمسم أو السمن) في أثناء الطبخ، أو إضافته عند استهلاك الطعام، وكذلك ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى العينة، مما يفيد بوجود نسبة عالية من ارتفاع الوزن والسمنة.

خطورة أعلى

أكد الدكتور أحمد البحري، المختص بالطب الوقائي عضو هيئة التدريس في كلية طب جازان، أن من ضمن عينة الدراسة تم تصنيف 28% من المشاركين في الدراسة، ولم يسبق تشخيصهم بمرض اعتلال الدهون، كبالغين ذوي خطورة أعلى للإصابة باعتلال الدهون.

نمط حياة

بيّن الدكتور البحري أن المستويات العالية لوجود عوامل الإصابة بالمرض ينبغي أن يصاحبها تعديل نمط حياة بطريقة تؤدي إلى تخفيض خطورة الإصابة، وكذلك إجراء الفحص الدوري لمستويات الدهون بالدم، لما في التشخيص المبكر من أهمية لبدء العلاج مبكرا، وكذلك تقليل حصول المضاعفات الناتجة عن زيادة مستويات الدهون بالأوعية الدموية، حيث إن مرض اعتلال الدهون هو مرض قابل للوقاية منه باتباع الممارسات التي تقلل عوامل الخطورة به، وتقليل الإصابة بمضاعفاته اللاحقة مثل أمراض القلب والجلطات.

وأوضح أنه على الرغم من أن أمراض الأوعية الدموية والجلطات هي من الأمراض المنتشرة في المجتمع السعودي ومسبب مهم للوفاة لدى البالغين، فإن جهود الوقاية منها غير كافية، وهذا يوضح أهمية الفحص الدوري، وتحري البالغين مستويات الدهون بالدم.