فيما لا يجد السعوديون لذة للأكل إلا بمشاركة الزملاء والأصدقاء، كشفت دراسة استقصائية، أجريت على 2000 شخص في المملكة المتحدة، أن 49% منهم لا يتحملون أن يأخذ الأصدقاء الطعام من أطباقهم أو أن يشاركوهم فيها، كما بيّنت كذلك أن أكثر من 10% من البالغين يصرون على عدم مشاركة طعامهم، ويجدون أن قيام الأصدقاء بتسلل قضمات من أطباقهم يشكل مصدر إزعاج كبير.

وأشارت الدراسة إلى أن 27% من المشاركين في الدراسة الاستقصائية لا يحبون توقع تقسيم الوجبات.

ومقابل النزوع نحو الفردية لدى الغربيين، طبعت الحياة في السعودية على حب المشاركة وكرم الضيافة، والمبادرة بتقديم الطعام والشراب للضيف وكذلك للقريب والصديق.


الحسد على الطعام

بينت الدراسة الاستقصائية أنه عند تناول الطعام في الخارج، يشعر 53% من المشاركين بـ«الحسد على الطعام»، ويتمنون لو أنهم طلبوا ما يستمتع به شخص آخر، واعترف ما يقرب من ربعهم بالاستسلام للإغراء وطلب التذوق.

ومن بين أولئك الذين يترددون في المشاركة، يبرر 37% موقفهم بالقول إنهم يطلبون ما يحلو لهم ويتوقعون الاستمتاع به بأنفسهم. كما أن 16% منهم يشعرون بالاستياء من إمكانية دفع المزيد ولكنهم يحصلون على كم أقل في المقابل.

تفضيل

في الوقت الذي تقوم فيه العادات في بلادنا على مشاركة الطبق الواحد خصوصا في المناسبات الاجتماعية، يفضل 29% ممن شاركوا في الدراسة الاستقصائية التي أجريت في المملكة المتحدة شراء وجبة منفصلة لشخص ما بدلًا من مشاركة بعض وجباتهم معه.

اللافت أن 16% منهم لديهم استعداد حتى للتدخل الجسدي لمنع شخص ما من أن يمد يده إلى طبقهم دون إذنهم، فيما اعترف 27% منهم أنهم أخذوا بعض الطعام (البطاطس المقلية على سبيل المثال) خلسة من طبق شخص آخر، ونفس النسبة 27% سمحوا للآخرين بتناول وجباتهم باستمرار، و18% من هؤلاء المتسامحين يفعلون ذلك مدفوعين بالشعور بالأدب وليس بالرغبة الحقيقية.

كلمة دارجة

يؤكد علي الأحمد أن كلمة «تفضل» دارجة على ألسنة السعوديين في كل زمان ومكان، وبالأخص أماكن الأطعمة والمشروبات، وعبارة «كل مشارك مبارك» تتردد بكثرة ومن الجميع تقريبًا للدلالة على استحسان المشاركة في المأكل والمشرب، لافتًا إلى أن هناك وجبات «صغيرة»، كالبطاطس والمكسرات، يفترض أن تكون وجبات للتقديم للغير.

القطية والعزبة

يبين هاني القطيفي «من سكان الأحساء»، أن عاداتنا تحثنا على التعاون والمشاركة، ويتضح ذلك جليًا في مجموعات العمل أو مجموعات الأصدقاء الذين يتشاركون دوما بما يعرف بـ«القطية»، ويتشاركون كذلك في شراء «عزبة»؛ تموينات غذائية للمجموعة، وكل أفراد المجموعة يشاركون في دفع ما يترتب عليهم، وتكون هذه «العزبة» متاحة أمام الجميع، بمن فيهم الضيوف القادمون إلى أفراد المجموعة، ولا يحبذ أن يكون الفرد «بعيدًا» أو غير مشارك مع أفراد المجموعة، بل يمتد إلى مساعدة ذوي الظروف المالية والمحتاجين من الأقارب والأصدقاء.

المجاملة

يقول فؤاد القطان «في عادتنا من غير اللائق، أن يأكل الشخص أو يشرب بمفرده أمام الجماعة دون عرض المشاركة بالأكل والشرب كـ«مجاملة»، وإلا قد يخسر أفراد الجماعة ويصبح منبوذًا بينهم، وقد يصل الأمر بهم إلى مقاطعته والتهرب من مجالسته».

وأضاف «المجاملات ضرورية بين الأصدقاء والأقارب والأهل، لضمان استمرار المحبة والأخوة فيما بينهم».

2000 شخص شاركوا في دراسة استقصائية في المملكة المتحدة

%49 منهم لا يتحملون أن يشاركهم أصدقاؤهم طبق طعامهم

%10 من البالغين في المملكة المتحدة يصرون على عدم مشاركة طعامهم

%27 من المشاركين لا يحبون توقع تقسيم الوجبات

%53 من المشاركين يشعرون بـ«الحسد على الطعام» ويتمنون لو أنهم طلبوا ما يستمتع به شخص آخر

%37 يقولون إنهم يطلبون ما يحلو لهم ويتوقعون الاستمتاع به بأنفسهم

%29 يفضلون شراء وجبة منفصلة لشخص ما بدلًا من مشاركة بعض وجباتهم معه

%16 لديهم استعداد للتدخل الجسدي لمنع شخص ما من أن يمد يده إلى طبقهم دون إذنهم

%27 فقط سمحوا للآخرين بتناول وجباتهم باستمرار

%18 من المتسامحين يفعلون ذلك مدفوعين بالشعور بالأدب وليس بالرغبة الحقيقية