كم التقيت من شخص قد أبهرك وكسب انتباهك، كم مرة حاولت أن تقلد أو تنسخ شخصية أعجبت بها وأردت أن تصل أو تمتلك سحرها، كم مرة قارنت نفسك التي تراها عادية بآخر أدهشك في حضوره وحديثه، ما بين محاولتك في تحسين شخصيتك وصناعة سحرك ومحكمة المقارنة بالآخرين غير العادلة؛ لماذا لم تصل لهدفك؟

ببساطة سحر الشخصية ينتج من تفاصيلها غير المرغوبة أو القاسية المختلفة، وأقصد هنا «العيوب والعقد»! نعم العيوب هي أساس الشخصيات الساحرة والمبهرة والملفتة للانتباه وليست الميزات، سأشرح لك كيف، ولكن اقرأ التالي باستحضار الشخصيات التي أثارت انتباهك في عقلك وقس ما سأقوله عليها.

قوة الشخصية مثلًا هي «قسوة قلب» أدمى صاحبه من آلامه حتى مات، فصاحة اللسان هي «الحاجة في كسب إعجاب الآخر» بعد تجارب متتالية من التجاهل والقمع، الذكاء والحنكة في أصلها «هوس، توجس وتشكيك» أصبحت منهجا لصاحبها بعدما تم غبنه واستغفاله، الحزم والصرامة هي «ديكتاتورية غير مرنة» نتجت عن غدره واستغلاله، النجاح المستمر والاستحقاق العالي هو «رفض الذات المزمن» يدفع صاحبه للبحث عن الأفضل لأنه دائمًا في حالة رفض لحاله كيفما كان.


كل ما ذكرته بين قوسين في الأعلى، هو عيوب شخصية وعقد ناتجة عن تجارب سيئة يطالب الناس، والأطباء للأسف، علاجها بهدف طمس وجودها، الواقع يقول إن عيوب الإنسان هي جزء من تشكيله، طلب تحسينها أو طمسها في أبسط الأحوال هو ضرب من الجنون، الناس الواقعية هي التي ترى عيوبك طاقة يمكن توجيهها في ما هو صالح لصاحبها والمجتمع بإنتاج ما له قيمة، والطبيب الحقيقي هو الذي يساعد من غرق في حزن عيوبه بكيفية استخدامها كنقاط قوة له.

السحر الذي يميز بين فرد وآخر ملفتين للانتباه، يكمن في اختلاف حدتها من أحدها للآخر لكل شخصية، وتزيّن هذه الشخصية اهتماماتها الغريبة أو غير المتوقعة أيضًا، التي تتبلور من احتياجاتها التي لم تحصل عليها أو لم تكتف منها.

أخيرا.. عيوبك وعقدك هي سحر شخصيتك الذي سيبهر الآخرين، شكلها بالصورة التي ترضيك وسترضى عنك الحياة بكل ما فيها من بشر وأقدار.