مبكراً جداً دخلت القنوات الفضائية الخاصة على خط الانتخابات الرئاسية المصرية المقرر إجراؤها، حتى إشعار آخر، بداية عام 2013.

ضربة البداية كانت من نصيب القنوات ذات الطابع الديني، والتي اتجهت إلى تأييد حازم صلاح أبو إسماعيل مرشح الرئاسة المحتمل، والمعروف بتوجهاته السلفية، وعلى رأس تلك القنوات "الرحمة"، و"الناس"، و"الحكمة"، و"الحافظ" والتي تدعم وبقوة أبو إسماعيل بوصفه الأقرب إلى توجهاتها الفكرية، وهناك أيضاً قناة "التحرير" التي تدعم الدكتور محمد البرادعي بوصفه الأقرب إلى الفكر الليبرالي من بين المرشحين الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

يقول سامح النساج، الإعلامي المتخصص في المجال الفضائي، إن "هناك قنوات فضائية تدعم مرشحين بعينهم بسبب توجهاتهم الفكرية، بينما هناك قنوات أخرى تفتح شاشاتها مقابل الحصول على مبالغ مالية تتوقف على توقيت ظهور المرشح".

ويضيف "الظهور لمدة ساعة بث هوائي، ومدتها 50 دقيقة، يختلف من فترة إلى أخرى، ومن برنامج لآخر، حيث تقدر قيمة الظهور في التوقيت الذهبي بضعف قيمة الظهور في التوقيت الميت، والتوقيت الذهبي يكون في الفترة من السابعة مساءً وحتى الثانية عشرة صباحاً، وتكون نسبة المشاهدة فيه عالية، بينما يمتد التوقيت الميت من بعد الثانية عشرة، وحتى السابعة من صباح اليوم التالي". ويشير النساج إلى أن "هناك قنوات مثل "الفراعين" تضع سعراً خاصاً للظهور مع الإعلامي توفيق عكاشة في برنامجه "مصر اليوم" بوصفه البرنامج الرئيسي للقناة، حيث يتم تحصيل مبلغ 15 ألف جنيه مقابل ظهور المرشح في البرنامج، بينما يقل المبلغ إلى النصف في حالة ظهوره في برنامج آخر".

ويقول عمرو البر، (معد بعدد من القنوات الفضائية)، إن "قنوات مثل "الحياة" تحصل على حوالي 50 ألف جنيه مقابل منح المرشحين، وتحديداً للانتخابات البرلمانية ساعة بث هوائي مباشر، بينما تحصل قنوات مثل "الناس"، و"الرحمة"، و"الحكمة"، و"الحافظ" على مبالغ تتراوح ما بين 5 إلى 10 آلاف جنيه مقابل الظهور في الأوقات الذهبية للعرض، ويمكن أن يقل المبلغ عن خمسة آلاف جنيه مقابل الظهور في الأوقات العادية". ويضيف أن هناك قنوات تدعم مرشحين للانتخابات الرئاسية دون الحصول على مبالغ مالية لأسباب أيديولوجية، ومنها قناة "التحرير"، والتي تدعم الدكتور البرادعي بسبب علاقته القوية بالكاتب الصحفي إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة "التحرير" والذي أعلن مبكراً، سواء من خلال الصحيفة أو القناة، عن دعمه للدكتور البرادعي، والأمر نفسه بالنسبة للكاتب الصحفي حمدين صباحي، المرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية القادمة، والمعروف بتوجهاته الناصرية؛ حيث تدعمه وسائل الإعلام المحسوبة على الفكر الناصري، ومنها جريدتا "الكرامة و"العربي الناصري". وذهب البعض إلى أن الدكتور البرادعي شريك فاعل في تمويل القناة، وهو ما نفاه أحمد أبو هيبة، رئيس تحرير القناة، مؤكداً أن "البرادعي ليس أحد ملاك قناة "التحرير". لكن البعض يرى أن تحيز بعض الإعلاميين القائمين على القناة للبرادعي ليس بمحض الصدفة، حيث إن القناة معارضة دائماً لكل شيء، وتهاجم الجميع، ولكنها تؤيد البرادعي فقط، وكأن الدكتور البرادعي بمثابة خط أحمر لدى قناة التحرير". أما القناة الأكثر إثارة للجدل فهي قناة "شعبولا" والتي قرر المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم إطلاقها على أن يكون هدفها الرئيسي تأييد المرشح المحتمل لرئاسة مصر عمرو موسى، وتهدف القناة إلى دعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ حيث ستبدأ بث أخبارها عن حملة موسى الانتخابية، وجولاته في مصر، بالإضافة إلى بعض البرامج السياسية، من بينها برنامج يدعم الحملة الانتخابية لموسى، حيث يقوم البرنامج بالدعاية له، وسوف يتولى شعبان بنفسه قيادة حملته الانتخابية بحكم العلاقة التي تربطه بعمرو موسى، والتي بلغت حد غنائه لأغنيته الشهيرة "بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل".